فيروز والسيد علي بدر الدين






وأخيرا جرى اللقاء بين السيد علي بدر الدين الحاروفي (١٩٤٩-١٩٨٠) و عاصي الرحباني، الذي بُهر بما وجده من قصائد في جعبة طالب الحوزة الدينيه الشاب وكاد عاصي لايصدق أن هذا الشاب العشريني هو مبدع هذه القصائد وفي سن الصبا .اشترى عاصي أكثر من قصيدة ودفع ثلاثين ليرة لبنانيه في القصيدة الواحده ... خرج الى النور منها قصيدتين بتلحين الأخوين رحباني وبصوت السيده فيروز ودون ذكر الشاعر. والقصيدتان لا نبالغ اذا ماقلنا بأنهما من أجمل وأبدع ماجادت به قريحة الرحابنة. 

مقتطف من القصيدة الأولى:
لملمت ذكرى لقاء الأمسِ بالهدبِ
ورحت احضرها في الخافق التعبِ
أيـدٍ تـلوّح مـن غـيبٍ وتـأمـرني
بالـدفء بالضوء بالأقمار والشهـبِ
حيرى أنا يا أنا والعـين شـاردة
ابـكي واضحك في سـري بلا سـبـبِ

ومقتطف من القصيدة الثانية:
أنـا ياعصفورة الشجـنِ
مثل عينيك بلا وطـنِ
بي كما بالطفل تسرقه
أوّل الـلـيل يـد الوسن
أنا ياعصفورة الشجن  
أنا عيناكِ هما ســــكني

من مقال للاستاذ طوني حداد 

----------------------------------------------

رأي ثانٍ في الموضوع 

غنّت فيروز لأول مرة "لملمت ذكرى لقاء الأمس بالهدب" في العام 1953 أيام "محطة الشرق الأدنى" ضمن لوحة غنائية رحبانية هي "حلوة الموطن"، وكان السيد علي محمد جواد بدر الدين يومها في الرابعة من عمره.

وسُجّلت أغنية "أنا يا عصفورة الشجن" مع مجموعة من القصائد في منتصف الستينات لحساب الإذاعة الكويتية، يوم كان علي محمد جواد بدر الدين في الخامسة عشرة من عمره. والقصيدتان منشورتان في ديوان "قصائد مغناة" الذي نشره منصور الرحباني العام 2007، قبل رحيله عن هذه الدنيا مطلع 2009.

السيد علي الذي تنتشر عنه أخبار غير صحيحة قرض الشعر ولكن لم تغن له فيروز كما يزعمون. وقد استشهد في عام 1980 اغتيالا. 

والرواية التي احدثت خلطا : هي أن فيروز غنّت كلمات ( قالولي كنّ وانا رايح جنّ حبابي نار بروس الجبالي) 
ويقال انها لشاعر العامية من بلدة حاروف واسمه السيد علي بدرالدين،  السيد علي المقصود به شخص اخر بنفس الإسم توفي في السبعينيات وكان معمّرا وكان من شعراء العامية. 
 (فعل كنّ مستخدم في كلام القدامى في الجنوب وما زال لدى البعض وهو بمعنى اهدأ ) 
-------------------------------------
رأي ثالث في الموضوع بيان للمحامي وليد الياس حنا بوكالته عن أبناء منصور الرحباني