ضريحان لآل النصار في مجدل سلم

 كتب الباحث الدكتور محمد بسام : 

مع التاريخ العاملي (القرن 18) ...................الشيخ ناصيف النصار في جبل عامل
ظهرت مؤخرا مرويات عاملية تفيد ان ضريحين لاولاد ناصيف النصار (شبيب وعقيل) موجودان في صحن جامع مجدل سلِم.
ولما كنت قد اعددت رسالة كفاءة في التاريخ في كلية التربية في الجامعة اللبنانية 1973 عن "ناصيف النصار في جبل عامل...."؛ فإني اورد ما تبين لي حول الضريحين.

في مقابلة مع السيد عبد الحسين بن السيد علي فضل الله/عيناثا أجريتها في 15/5/1973 روى ان معركة وقعت بين آل منكر من جهة وناصيف من جهة أخرى بالقرب من مجدل سلِم وقتل فيها ولدان لناصيف دفنا في القرية المذكورة.

توجهت في 16 / 5 / 1973 إلى مجدل سلِم وهي قرية واقعة على مرتفع على بعد عدة كيلو مترات إلى الشمال الشرقي من تبنين مقر ناصيف النصار في ذلك الزمان، كما إلى الجنوب من قلعة ميس وقرية أنصار مقر عباس العلي،. وقد اهتديت إلى جامعها القديم العهد الواقع غربي القرية وقد تهدم بنيانه، وهناك عثرت على ضريحين داثرين بين النباتات الشائكة في صحن الجامع.
ووجدت بقرب الضريحين بلاطتين حجريتين مكسورتين، اقتُطعَتْ منهما أنصافها، ما ضيّع عليّ فرصة نقل كامل ما كان عليها من تواريخ. واستطعت (بحكّها بالعشب) بصعوبة قراءة ما جاء شعرا. على نصف البلاطة الأولى جاء ما نصه:
شرفُ المنية في القِِراع وحســـبه.....تلك الشـــــهادةُ أنها تكـــفيه (البلاطة لليسار)
نال السعادةَ في النعيم فأرّخــوا....."سكَنَ الجنانَِ مجــاوراً لأخيه" ...= (1161هـ)
وعلى نصف البلاطة الثانية جاء الشعر مبتورا وقرات ما نصه:
نجْل نصّار المــفدا ..............غير مقرؤ.............................) (البلاطة الى اليمين)
مات عزُّ المجدِ لما........مات وانْحلّت عُراه
قَلّ ما خاضَ فأرّخ ......."طهّر الباري ثــــراه" .............=(1164هـ)
بداية احد الضريحين ليس لعقيل ناصيف النصار لانه لم يتوفَّ في هذه الفترة، حيث كان مع اخيه فارس الناصيف في الثورة العاملية نحو 1782 هـ على احمد باشا الجزار بعد استشهاد والدهما ناصيف 1780هـ في يارون، ثم ان ما يستفاد من هذه التواريخ لا يتوافق مع الرواية العاملية السالفة الذكر. فإن صح الضريح الأول لأحد أبناء ناصيف النصار يفترض أن يكون أخوه قد توفي معه في نفس السنة أو قبله، حتى يصح القول "سكن الجنان مجاورا لأخيه"؛ في حين ان صاحب الضريح الثاني متوفّى بعده (1164) وبالتالي: الضريحان ليسا لاخوين؟ الاّّ اذا كان نظْم الشعر متاخرا عن موتهما، او اذا لم نتخذ (نجل) بمعنى (ابن) تحديدا، بل بمعنى نسل او اصل (اي من عشيرة واحدة). ثم ان صاحب الضريح الثاني لا يرجح لأحد أولاد ناصيف؛ وقد يكون لأخيه ظاهر النصار المتوفي سنة 1164ـ كما افاد المؤرخ العاملي حيدر الركيني في العرفان م 27 ص 525 أو لأخيه مراد النصار الذي قتل سنة 1163هـ في معركة دير قانون النهر التي جرت بين العامليين والأمير ملحم الشهابي – راجع سليمان ظاهر، العرفان م28، ص348.

* صورة الشاهدين ادناه على الضريحين من السيد عبد اللطيف حمزة .