الشاعر علي محمود شريم

 الشاعر علي محمود شريم 
أبو يونس 
من بلدة حومين الفوقا  

كتب الشاعر الأستاذ أنور خليل شريم : 
الشّاعر المُتمرِّد ! بهذا العنوان العَريض أجمَعَ كلّ مَن عرفَه وسَمع أشعارَه . وَصفٌ ربّما غيرُ كافٍ إذا سَمِعتَ قصيدتَهُ الّتي هاجم فيها النوّاب الّذين وعَدوا أهالي قريته ببناء مدرسة قبل الإنتخابات ، وأخلّوا بالوَعد بَعدَها …
أو إذا غمَرتَ عِبابَ دواوينَه الثلاثة " الكلمة الحرَة " و " الجنوب والشّعر " و " آخر المشوار " .
هو علي محمود شريم المَولود في حومين الفوقا سنة ١٩٢٥ حَيث ذوّاقة الشّعر الزّجَليّ وعشّاقه .
فما إن دخَلَ إلى مَدرستها حتّى لفتَ أنظار أساتذته ومعلّميه في الوَصف والكِناية والتّشبيه …
لِمَ لا … وقَد اكتنَفَ أحضانَ عَمّه الشّاعر الكبير محمّد بَشير شريم الّذي أخذَ مِنهُ سِرعةَ انتظامِ الفِكرة مَعانٍ ومَبانٍ ورَصانَةً في الإرتجال .
ولمّا بلَغَ أعوامهِ العشَرةَ الأولى سمعهُ أستاذُه يقول :
لَمّا درَجت مِن عِبّ الحَنوني
إبن عامَين أهلي يلَعّبوني
ولَمّا كبِرت وِتسرَّح كَلامي
عَ مَدرسة المَعارِف أرسَلوني
فشجَّعَهُ على الإستِمرار مؤكِّداً له أنّه مَشروع شاعر زجَليٍّ كَبير .
فحظيَ باهتمام عَمّهِ شاعِر الإرتجال محمّد بَشير شريم الّذي كانَ مَقصَداً لخيرة شعراء الثّلاثينيّات ومنهم عبّاس نجم الحوميني وعلي الحاج بعلبكي ومحمّد المصطفى وعبد المنعم فقيه …
فدخَلَ الشاعر علي مَحمود شريم في ميادين الجَوقات الزّجلية . فأسَّسَ جَوقة" خلود الفنّ "مع السّيد محمّد المصطفى وخليل شحرور.
ثمّ تغيّر إسمها في ما بعد إلى "جَوقة بنت العرزال" بإشتراك الشّاعر إميل أبو شَقرا الّذين أقاموا عشَرات الحفلات في المناطق وعلى شاشات التّلفزة والإذاعة اللبنانيّة .
ثمّ اشترَك في " جَوقة صنّين " مع الشّاعر أنطوان بو يونس .
ولمّا ابتلى لبنان بالحرب الأهليّة في بداية السّبعينيّات هاجرَ الشاعر شريم إلى المملكة العربيّة السّعوديَة لتأمين لقمة عَيشه ما أبعدَه عن نشاطاته المنبريّة .
وبعد إن حطَّت الحربُ أوزارها نِسبيّاً عاد إلى قريته حومين وأقام فيها حيث اقتُصرت مَسيرتُه الشّعريّة محَليّاً ، فنال عشرات التّكريمات والأوسمة تارِكاً وراءه دواوينَه الثّلاثة الّتي تتضمّن صَفاء الكلمات وعَراقةَ الماضي في الفنّ الزّجَليّ .
وتوفّاه الله سنة ٢٠١٨ .
ويَسعى إبنه المهندس يونس شريم حاليّاً لجمع إرثَ والده الزّجلي في ديوانٍ واحدٍ .
ونذكرُ ما تيسّرَ من دواوين الشاعر علي محمود شريم .
عن الأخلاق يقول :
الأخلاق قمّة عالية آفاقها
وعِيت وفُؤادي الحرّ من عشّاقها
انطَبعِت عِبارة عا جبين المَكرُمات
أفضَل مَيازين الأُمَم أخلاقها
ومن إحدى مُبارياته مع السيّد محمّد المُصطفى في العام ١٩٦٢ .
عَلي :
الجمهور عَ المَسرَح طَلَبني وهَيك صار
ومَع خَليل سَجَّلت أوَّل إنتصار
بَعد بَدّي مَع محمَّد مُصطَفى
مَرِّن زنودي وخَرسِن لسان الكَنار
السيّد :
مَع غَيرنا مَرِّن زنودَك عَ الأصول
عا حَربنا أفكارَك بيسوى تزول
قِيمو جَبَل حطّو جبَل فَوق الجبَل
وتعَمشَقو عَ البَدر بتضَلّو نزول
عَلي :
فِعلَك بيِحكي عَ المَنابِر غَير هَيك
يا قاصِد تجَمِّع جبالي بَين دَيك
لا حَدّ هَلَّق بَدر فنَّك ما سطَع
حَتّى نشوف النّور ونطَلِّع علَيك
السيّد :
شَمس الذَّكا شَرقِت بِ فَنِّي المُعتبَر
غابِت ومِنها النّاس عَم تاخد عِبَر
وبَدر السَطَع عا كلّ قمّة وما صبَر
ما شاهَدو إنسان بِ الحِكمة جبَر
وهَلّي سكَن بِ الكَهف عَينو غافية
اهتَزِّت الدّنيا وقال ما عِندي خبَر
عَلي :
ان كَنَّك نَبي من الصّعب تقرا آيتَك
عا غَيرنا بيجوز تِعلا رايتَك
شِفنا بَدر تَفكيرَك من بدايتَك
تَفكير رَكَّز عَ الجَهالة غايتَك
ومِنفَضِّل الكَهف المعَتّم عَ النّهار
لَولا البَدر بيكون مِتل حكايتَك
وله من الغزَل القرّادي :
مَهما الدَّهر يوَلِّد قَهر
وهِجرانِك يا لَيلى يطول
ان غِبتي الدَّهر بْ مَلقى شَهر
الكينا بيتحَوَّل مَعمول
يا لَيلى بْ لَيل جعودِك
لاطي البَدر ونَجم سهَيل
ولَمعة شَمعات زنودِك
بتضَوّي عَتمات اللّيل
وَّرد الأحمَر عَ خدودِك
من هالمَيل ومِن هَالمَيل
زَيَّن أهرام نهودِك
ب لَون البَلّور الصّافي
من فَوق رخام المَصقول