انحياز البقاء - الناجون او الناجحون ليسوا العيّنة التي تمثّل الجميع

 أثناء الحرب العالمية الثانية، حاولت البحرية الأمريكية، تقليل خسائرها في سلاح الجو، من خلال دعم هياكل الطائرات الحربية بالمزيد من الدروع، لكن نظراً لوجود حدود معينة لوزن الطائرة، ولا يمكن تجاوزها، قاموا بدراسة أماكن التضرر للطائرات العائدة من تنفيذ المهام العسكرية، فوجدوا أن الجناحين والذيل والمقصورة هي الأجزاء الأكثر تضرراً، واستنتجوا من ذلك فيما بعد، أنّ تلك الأجزاء، هي الأجزاء الأكثر احتياجاً لإضافة الدروع أليها، لكن عندما استعانوا بالخبير الإحصائي "إبراهام والد" كان لهُ رأي مختلفاً تماماً، فقد أوصاهم "والد" أن يفعلوا العكس، أي أن يضعوا الدروع للأماكن غير المتضررة! وذلك لأنهم بنوا هذا التحليل على دراسة الطائرات العائدة فقط، ولم ينتبهوا إلى حقيقة التي أصيبت في بقية الأجزاء، لم تَعُدْ أصلاً!
أصبح هذا فيما بعد، مثالاً كلاسيكياً على مغالطة منطقية تُعرف بأسم "إِنحياز البقاء" وهو انحيازنا للنظر فقط إلى الناجين أو الناجحين، واعتبارهم عينة شاملة تمثل الجميع، ومن ثم خروجنا باستنتاج خاطئ عن الأسباب التي كانت خلف تلك النجاة أو ذلك البقاء.