( فزّ) من ميس سريعا أرّخوا - من طريف التأريخ الشعري

كتب الأستاذ خضر ضيّا (بتصرّف) :
هناك طرفة كان يتندَّر بها الجنوبيّون. إذ يحكى أنَّه توفي شخصٌ من بلدة ميس الجبل اسمه حسين فرحات.
فطلب ذووه من أحد شعراء المنطقة أن يرثيه شعراً يُكتب على شاهد قبره ويُؤرِّخ تاريخ وفاته.
ويبدو ان هذا الشاعر كان فطريا وعلى السليقة، وقد استعصت عليه الصور الشعرية فجاد من الموجود، و
ألَّف في رثاء الفقيد بضعة أبياتٍ نُقشت على شاهد القبر، وختمها بالبيت التالي:
( فَزَّ ) من ميسٍ سريعاً أرِّخُوا /// ( طَبَّ ) في الجَنَّةِ فرحاتُ حُسَيْن.

والطريف في هذا البيت اختلاط العاميَّة المحكيَّة بالفصحى عند استعماله ( فَزَّ: بمعنى نطَّ أو قفز) و ( طَبَّ: بمعنى أصبح مباشرةً في.)

والأطرف أيضاً تلك الصورة الشعريَّة الرَّائعة التي تصوِّر المتوفى كأحد أبطال الأساطير، الذي قفز قفزةً واحدة من ضريحه في ميس وأصبح مباشرةً في الجنَّة!!!.

ولو قمنا بجمع قيمة حروف الكلمات التي جاءت بعد الفعل (أرِّخوا) لكانت النتيجة على الشكل التالي:
طَبَّ: = ٩+٢ = ١١
في = ٨٠+١٠ = ٩٠
الجنَّة = ١+٣٠+٣+٥٠+٤٠٠ = ٤٨٤
فرحات = ٨٠+٢٠٠+٨+١+٤٠٠ = ٦٨٩
حسين = ٨+٦٠+١٠+٥٠ = ١٢٨
المجموع = ١١+٩٠+٤٨٤+٦٨٩+١٢٨ = ١٤٠٢ 
وعليه يكون المرحوم حسين فرحات من أهالي ميس الجبل قد توفيَ في سنة ١٤٠٢ للهجرة.

                 خضر ضيا  ٤-٢-٢٠٢٢