مقتل بلبان الكركي الرافضي - 842 هـ

مقتل بلبان الكركي الرافضي 842 هـ
عام 841 هـ مات الاشرف سلطان المماليك، فورثه ابنه العزيز لشهور، وتم عزله من قِبل (جقمق) عام 842 هـ .
عصى نائب دمشق (إينال الجكمي) على جقمق، فأرسل إليه (أقبغا التمرازي) وطلب إليه إخراج (إينال) من دمشق.
كان الأمير (برسباي) حاجب الحجّاب في دمشق على تباين مع (إينال) فوقف في صف (أقبغا) عند قدومه إلى دمشق. وقد تمكن (إقبغا) من هزيمة (إينال) وأصبح نائب الشام، إلّا أن أهل دمشق لم يبتهجوا بهذا التغيير وكانوا يميلون إلى (إينال).
وكان (بلبان الرافضي) شيخ كرك نوح في البلاد الشامية، وهو فلاح الأمير برسباي الحاجب، وحسب النظام الإقطاعي يلتزم الفلاح بالدفاع عن المالك الذي يعيش ضمن ممتلكاته.
وصل الشيخ محمد الكركي (المعروف ب بلبان) مع ولده محمد أيضا، وجمعٌ من العشير لنصرة (أقبغا) و (برسباي) ، ولكن المعركة كانت قد انتهت، فعاد إلى دمشق حتى وصل إلى المصلّى، والعامة تملأ الطرقات وهم في كآبة لفقد (إينال)، وعندما رآوا بلبان الرافضي بدأوا باستفزازه، فقام أحد رجال (بلبان) بضرب واحد من العامة، فاجتمعوا عليه وقتلوه، وطاردوا (بلبان) وتكاثروا عليه حتى استخلصوه من بين أصحابه فذبحوه ثم اخذوا ابنه وقتلوه أيضا ووضعوا أيديهم في أصحاب بلبان واسرفوا في قتلهم.
ولم يقدر أحد على الأخذ بثأره لاضطراب أوضاع المملكة يومها وقد (راحت على من راحت) إلى يومنا هذا.