الشائع ان "قبيلة عاملة" هاجرت من اليمن واستقرّت في جبلها بعد انهيار سد مأرب... وهذا الوهم يبدّده الدكتور محمد ريحان في كتابه "جند الخليفة" ليضفي على الهجرة ظروفها الموضوعية.
يستنتج الدكتور ريحان من مجموع النصوص التاريخية، ان القبيلة هاجرت في بادئ الأمر من اليمن واستقرّت في الحيرة بالعراق، وبعد وقوع العراق بيد الفُرس هاجرت القبيلة مع حلفائها إلى تُدمر حيث أصبحوا جزءا من دولة شبه مستقلة تحت قيادة الزباء بنت الظرب من العماليق وهناك حصل الاتحاد بين عاملة والعماليق... واستمرت هذه (الدولة) لعقود قبل ان تتعرض لهزيمة على يد الرومان دفعت "عاملة" مجددا للهجرة الى جنوب فلسطين هي وحليفتها "قضاعة".
وفي استنتاج اخر يؤكد د. ريحان ان عاملة لم تهاجر من فلسطين وتنتشر في جبلها الا في القرن الثاني الهجري (نهاية عهد مروان الثاني حوالي 136 هـ).
متى وصلت القبيلة إلى جبلها؟
يرسم الدكتور محمد ريحان في كتابه القيّم (جند الخليفة) خطّا لمسار نزوح القبيلة منذ خروجها من اليمن.
فيذهب للقول انها نزحت من اليمن إلى الحيرة في العراق، ومن هناك إلى تُدمر حيث تحالفت مع العماليق وبعد تعرضهم لهزيمة على يد الرومان، سكنت عاملة أطراف البادية وعملت مع غيرها من القبائل حرسا للحدود لصالح البيزنطيين.
وفي اول العهد الاموي، نتيجة للحلف القوي الذي قام بين القبيلة والحكم في عهد معاوية ويزيد انتشرت القبيلة شمالا في بلاد الشام، لكنها لم تصل إلى جبل عامل في هذه المرحلة.
استمرّ حلف القبيلة مع الامويين حتى زمن مروان الثاني، حيث قاتلت القبيلة معه ضد العباسيين، ومع رحيل مروان ومعه الحكم الأموي سخط العباسيون على العامليين.
ويرى د. ريحان ان هذه الفترة هي فترة نزوح القبيلة إلى جبلها (منتصف القرن الثاني الهجري). وقد سُمّي جبل عاملة على اسم قبيلة عاملة منذ القرن الثالث الهجري.