الشاعر أحمد سليمان ظاهر

 كتب الباحث علي مزرعاني  : 

الشاعر أحمد ابن الشيخ سليمان ظاهر، ولد في النبطية في العام 1912، درس فيها الابتدائية وتابع في المدرسة الإنجيلية في صيدا وفي الكلية الإسلامية في بيروت، حيث كانت أولى كتاباته الشعرية.
عاد إلى النبطية في العام 1933 واستلم إدارة المدرسة العلمية التابعة لجمعية المقاصد الخيرية، وكان أمين سرها. تابع نتاجات كبار شعراء عصره. في العام 1935، وعند وفاة العالم المخترع حسن كامل الصباح رثاه بقصيدة رائعة نشرتها له جريدة " الجامعة الإسلامية " في القدس.
تزوج في العام 1937 من بهيجة الحاج محمود كركي، وأنجب علاء ووضاح وماجد ورجاء وفاطمة وتغريد وهيفاء وإيمان . في العام 1943 عمل في المحكمة الشرعية الجعفرية في صيدا والنبطية لحين تقاعده في العام 1935.
في العام 1960 شارك في برنامج الأمسيات الشعرية التي بدأت ببثِه الإذاعة اللبنانية، كما شارك في برنامج مماثل عبر هيئة الإذاعة البريطانية في لندن.
كان عضواً فاعلاً في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وشارك في العديد من نشاطاته وندواته الشعرية والأدبية، وجرى تكريمه من قبل المجلس في ثانوية الصباح في العام 1995. كما كانت له مشاركات في نشاطات نادي الشقيف في سبعينيات القرن الماضي.
غادر النبطية إلى بيروت واستقر عند ابنته في العام 1992، وتوفي في العام2000 ودفن بالقرب من ضريح والده العلامة الأديب الشيخ سليمان ظاهر في النبطية.
ترك لنا من نتاجه الضخم خمسة دوواين مطبوعة، و25 عشرين ديواناً مخطوطاً في مفكرات كبيرة تضم عشرات الألاف من أبيات الشعر الراقي المقفى.
شاعرٌ مظلومٌ لم ينل حقه في الإعلام والبحوث في وطنه، وقال في مذكراته غير المنشورة: يعيش الأديب في بلده كالغريب لا يلقى من محب، كأنه من أرض غير هذه الأرض لا يلقى سوى الإهمال والنسيان، يلقى الحساد بلا عددٍ، يرى المحيط لا يعترف بفضله، ويرى السياسة الهوجاء تحاربه في كل مكان. لا يلقى من ناصرٍ ولا يلقى من قادرٍ.......
رحم الله شاعرنا الكبير، عسى أن يأتي من ينفض الغبار عن تراثه الكبير دراسة، ونشراً لآثاره ...