جبل عامل بين نابليون والجزار وابراهيم باشا والنهضة الثقافية - محمد يوسف مقلد

نشر الأديب الشاعر الاستاذ محمد يوسف مقلد في مجلة العرفان، سلسلة مقالات عن تاريخ الحركة العلمية والثقافية والشعرية في جبل عامل في القرون المنصرمة . 
لفتني مقالين بتاريخ تشرين اول وتشرين ثاني من العام 1960 ، بعنوان الحركة الثقافية العاملية في القرنين 18 و 19 ، حشد فيهما الكاتب مجموعة أمور نوجزها بما يلي  : 
* هادن العامليون الصليبيين ودفعوا لهم الجزية، نتيجة حالة العداء والكراهية التي كانت سائدة ضدهم.
* كذلك فعل العامليون مع الجزار، حيث انضووا تحت  حماية نابليون وجيشه من بطش الجزار!
* عام 1071 هجري (الموافق للعام 1661 ميلادي تقريبا)، كانت سنة مجدبة قاحلة على البلاد العاملية، طاف فيها الجراد على المزروعات، وعمّ الفقر والجوع البلاد. 
* استمر حال جبل عامل على هذا النحو من القحط والعوز حتى نزول الجيش الفرنسي في عكا (بقيادة نابليون حوالي 1798 / 1799)، فصار يشتري ما يحتاجه من الغلال من بلاد بشارة، فباع العامليون محاصيلهم  للفرنسيين بعشرة أضعاف سعرها المحلي، فعم الرخاء البلاد العاملية. 
* بعد انسحاب الفرنسيين عانى الجبل من أصناف الظلم والقحط والتسلّط و كان الناس يفرّون من عمارة الأرض واستصلاحها، لما يترتب على ذلك من ضرائب باهظة. ومن الطرائف أن إقطاعيا أراد تاديب تاجر متمرد، فأقطعه قرية كاملة، فاستنجد التاجر بالقريب والبعيد ليتخلص من هذه الورطة. 
* استمرّ حال الجبل العاملي على هذا المنوال حتى مجيء الجيش المصري، بقيادة إبراهيم باشا ، الذي نشر الأمن والإصلاحات الإدارية، فنعم جبل عامل بالرخاء مرة آخرى، واصبحت مصر من أهم الاسواق للتبغ العاملي. 
* يعود الفضل للبعث الثقافي في جبل عامل بعد عهد الجزار، إلى الشيخ حسن السبيتي (توفي عام 1842)، الذي أسس مدرسة الكوثرية فتخرج منها، الشيخ عبد الله نعمة، والسيد علي إبراهيم، والشيخ محمد علي عز الدين، كما تخرج منها حمد البك. 

* أيضا تخرّج من هذا المدرسة الشيخ علي سبيتي صاحب التاريخ وصاحب الجوهر المجرد في شرح قصيدة علي بك الأسعد، ويعبّر يوسف مقلد عن القصيدة بأنها ساذحة لا تستحق الشرح، ويرجع الدافع لشرحها إلى التملّق... 
* وعن تاريخ السبيتي أخذ شبيب باشا الاسعد مقدمة ديوانه، عن تاريخ أسرته، وتصرّف به تصرفا أفقده قيمته التاريخية. 
* بعد مدرسة الكوثرية ، انتقلت الحركة العلمية إلى مدرسة جباع (جبع) ومؤسسها الشيخ عبد الله، الذي تخرج عليه الكثير من العلماء، ومنهم السيد حسن يوسف مكي، مؤسس مدرسة النبطية. 
* وبعد وفاة الشيخ عبد الله نعمة انتقلت الحركة العلمية إلى مدرسة حناوية ومؤسسها الشيخ محمد علي عز الدين، وتخرج عليه الشيخ مهدي شمس الدين (مؤسس مدرسة مجدل سلم)  والسيد نجيب فضل الله (مجدد مدرسة عيناثا).  
* وبعد الشيخ محمد علي عز الدين، انتقلت الحركة العلمية إلى بنت جبيل في عهد مؤسس مدرستها الشيخ موسى شرارة. 
* وبعده ذاع صيت مدرسة النبطية التحتا التي اسسها السيد حسن يوسف مكي. 
* وبالتزامن أيضا أشتهرت مدرسة شقراء مع مجدد عهدها السيد علي محمود الأمين، التي كانت مصنعا للمشايخ ، وكان نصيب تبنين منها دزينة من المشايخ