مَن وشى بعبد الكريم الخليل ؟ عسيران أم الأسعد ؟ رواية محمد كامل شعيب

مَن وشى بعبد الكريم الخليل ؟ عبد الله عسيران أم كامل الأسعد ؟ 

 يذهب الشيخ طه الولي، في مقاله (الوقائع الشامية) عن برقية بإسم مستعار وصلت  إلى جمال باشا فقام الأخير بإستدعاء كامل بك الأسعد إلى القدس وسمع منه عن تحركات عبد الكريم الخليل فأمر بإلقاء القبض على كل مَن جاء ذكره في إفادة الاسعد.

فيما يذهب الشيخ علي الزين إلى رواية مختلفة تقول بأن إجتماعا عفويا جرى في مطبعة العرفان حضره عبد الكريم الخليل والمشايخ أحمد رضا وسليمان ظاهر واحمد عارف الزين وعبد الكريم الزين والسيد محمد إبراهيم، ولما رجع السيد إبراهيم إلى أنصار أخبر المختار عبد المنعم عاصي بما دار في الإجتماع فهرع الأخير لإخبار عبد الله عسيران الذي سرّب الخبر إلى مصباح البزري الذي أخبر قائمقام صيدا كما نقل عسيران الخبر إلى كامل الاسعد الذي أخبر صديقه مفتي الجيش العثماني فوصل الخبر لجمال باشا. 

أما أدهم الجندي فيرى أن جمال باشا لم يكن صادقا فيما نقله في مذكراته بخصوص عبد الكريم الخليل ودور كامل الأسعد، وأنه كان يباغت مَن استدعاهم بالأسئلة ليوقعوا بعبد الكريم الخليل، وأن جمال باشا كان يفاوض المحكومين قبل تنفيذ الأحكام بحقهم. كما يرى أن كامل الاسعد كان أقرب إلى الإئتلافيين منه إلى الإتحاديين وان الأتراك طوّقوا دراته في الطيبة لقربه من الإئتلافيين. 

اما الأستاذ العاملي محمد كامل شعيب فله رواية تفصيلية، تبدو الأكثر تماسكا حيث كان حاضرا في بعض الإجتماعات مع عبد الكريم الخليل، وروايته تُخرج كامل الاسعد من المسؤولية وتلقيها على عبد الله عسيران: 
* الربط بين المأدبة التي أقامها كامل الأسعد لجمال باشا في الطيبة وبين ما جرى في الديوان العرفي، هو تحامل على كامل الاسعد. 
* عبد المنعم عاصي لم يكن من أتباع الاسعد، بل كان من المتحاملين على دارة الطيبة ، وكان عاصي من المحرّضين على كامل الاسعد وكان قريبا إلى عبد الله عسيران. 
* عبد الله عسيران لم يكن على انسجام مع عبد الكريم الخليل، بل كان يكرهه كرها شديدا، والسبب يعود إلى محاولة عبد الكريم الخليل عرقلة تعيين عسيران قنصلا لإيران في صيدا، ومع فشل الخليل بمسعاه استحكم الكره بين الطرفين. 
* كان الشيخ عبد الكريم الزين قد زار كامل الاسعد في الطيبة قبل مجيئه إلى إجتماع المطبعة (العرفان) ولقائه بعبد الكريم الخليل والمشايخ الباقيين. 
* أراد عبد المنعم عاصي توريط كامل الأسعد بزجّ إسمه في مؤامرة إجتماع المطبعة، على اعتبار ان الشيخ عبد الكريم الزين التقاه قبل مجيئه إلى صيدا، ولكن أصدقاء الأسعد في جمعية الإتحاد في صيدا وخاصة مصباح البزري حذّروه من الإتيان على ذكر كامل الأسعد.
* كان عبد الكريم الخليل قد التقى رضا الصلح سرا في بستان الجوهري في صيدا قبل اجتماع المطبعة
* نقل عبد المنعم عاصي الخبر بما سمعه من السيد محمد إبراهيم إلى عبد الله عسيران، وكان مصطفى البلطجي حاضرا، فاصطحب معه عاصي إلى بيت مصباح البزري ، الذي أخبر (طالب البزري) وهو من كبار رجال العدلية ومن خصوم رضا الصلح ومقرّبا من السفاح و طالب البزري هو الذي أخبر جمال باشا بالقصة. 
* ينفي محمد كامل شعيب رواية برقية كامل الاسعد إلى الشيخ أسعد الشقيري مفتي الجيش.  
* كان جمال باشا يكره عبد الكريم الخليل ، ولم يكن كامل الاسعد الوحيد الذي تم استدعاؤه إلى القدس، بل كان ممن طُلب إليهم الذهاب كل من اسنكدر عمون ورشيد نخلة و إبراهيم أبي خاطر. 
* سبب التشديد من جمال باشا على عبد الكريم الخليل هو اشتراكه مع عبد الحميد الزهراوي بإجتماع الهئية العامة في باريس ومصر وكلاهما موضع اتهام عند الأتراك لعلاقتهما بالإنكليز والفرنسيين. 
* السبب الرئيسي لغضب الأتراك على عبد الكريم الخليل هو عمله في الظاهر مع الدولة كمفاوض لرجالات العرب ووسيط بينهم وبين الدولة، وفي الباطن كان يعمل للتمهيد للثورة العربية. 
















أنظر أيضا 
* عبد الكريم الخليل
* عبد الله عسيران 
* كامل خليل الأسعد 
* من وقائع الشام - أحداث 1916 - دور كامل الأسعد في إعدام عبد الكريم الخليل - مقال 
*  من تاريخ البكوات - الأسعد وعسيران والبزري ودورهم في إعدام عبد الكريم الخليل - رواية الشيخ علي الزين
* مَن وشى بعبد الكريم الخليل عسيران أم الأسعد - رواية محمد كامل شعيب 
هل وشى الأسعد بعبد الكريم الخليل - رواية ادهم الجندي 
* ثورة عبد الكريم الكريم الخليل - فرق مسلحة ودعم من جيش الحلفاء - يوسف خازم 
عبد الكريم الخليل - مشعل العرب الأول - تصفّح الكتاب  - يوسف خازم