متى أصبحت شعائر عاشوراء علنية في لبنان

 على خلاف الشائع، فقد كاد الباحثون يجمعون على ان خروج إحياء شعائر عاشوراء إلى العلن في جبل عامل، إنما حصل في العهد العثماني، وكانت بدايته في النبطية من خلال الجالية الإيرانية التي استحصلت على ترخيص خاص محصور بالإيرانيين من الخارجية العثمانية أو من الباب العالي لتنظيم احياء المراسم بشكل رسمي. وكانت اللطميات والندبيات تتردد باللغة الفارسية في مدينة النبطية، وسرعان ما نالت هذه المظاهر إعجاب أهل النبطية الذين كانوا يندسّون في المواكب ويرددون بعض الكلمات الفارسية لتظليل العسكر العثماني المحيط بحلقة الإحياء. وما لبث الإيرانيون أن استحصلوا على إذن بإحياء عاشوراء في أماكن تواجدهم خارج النبطية، فانتقل الإحياء إلى جبشيت وغيرها.
 ثم بعد زوال الوجود العثماني بدأت المراسم تُنظّم بشكل مشترك بين الإيرانيين وأهالي النبطية وبقيت المسرحية باللغة الفارسية حتى العام 1926 حيث تحوّلت إلى اللغة العربية. 
هذا خلاصة ما ذهب إليه كل من (د. غسان طه) و (الأستاذ حبيب صادق) و (د. فريديريك معتوق)، ولكن المتتبّع (الشيخ علي خازم) ذهب أبعد من ذلك بإثارة سؤال مهمّ عن ثبوث بناء حسينية النبطية عام 1909 وإحياء الشيخ عبد الحسين صادق مراسم عاشوراء فيها علانية، بل تأكيد إحياء مراسم عاشوراء عام 1908 م في صور من قبل السيد عبد الحسين شرف الدين في ظل الوجود العثماني، مما يطرح سؤالا حقيقيا عن منع السلطة العثمانية للإحياء العلني؟ ويخلص الشيخ خازم ان السلطة العثمانية كانت تغضّ النظر عن الإحياء العاشورائي في بعض الأماكن ما لم تكن فيها حالات تمرّد وثورة !!!

ويقول الدكتور طليع حمدان في كتابه تطور البنية المجتمعية في جنوب لبنان- ص 244: (بدءا من العام 1895 سُمح للشيعة بإقامة مراسم عاشوراء في دمشق وجبل عامل) انتهى