قصيدة الشاعر (شناعة) في معركة كفرمان

قصيدة الشاعر الصفدي شناعة في مقتبسة عن جريدة الديار، عدد 19 نيسان 1999، يوردها معد المقال أنطون شعبان.

القصيدة قالها شناعة في وصف معركة كفررمان (النبطية الثانية) والتي هزم فيها العامليون جيش يوسف الشهابي الجرار، وأقتبس من النص الأصلي:
«ولم يطلع صباح اليوم الثالث حتى كانت الهزيمة فاشية في جيش الامير يوسف واعمل العامليون سيوفهم فيهم حتى صعدوا عقبة العرقوب وصعد الامير يوسف منهزما في طريق جرجوع فلحقه الشيخ ناصيف النصار في عقبة جرجوع وانزله عن بغلته والبسه فروه مقلوبا، وقال له: «لولا شبابك ومكانة اقاربك لقتلتك، ولكنني عفوت عنك لذلك، فقال له الامير يوسف: «قدّها اولاد ام علي واكثر»
وقد ارّخ الشاعر العامي شناعة «يوم كفر رمان» بزجلية تاريخية، ومما جاء فيها:
كيف نسيوا صولة الزير العنيد
ينصر المظلوم ناصيف اعتدل
ويح ثم الويح من غارة هذول
اين مير الشوف يوسف اين راح
الذي للحرب راكبلو بغل
ما فطن لا حرب محمود الزعيم
راح قلبو ممثلي منهم دغل
(...)
يا وقعة ما مثلها ظني يصير
يضربوها عاد في الدنيا مثل
نالها ناصيف كساب الحمد
مسقي العدوان من حنظل وخل
الفتى ناصيف ما له من شبيه
بالمراجل فاق عا كل الملل
في بني متوال ما ظني يصير
مثل ناصيف الاسد نعم البطل
صوته كالرعد عند الازدحام
يزعج الابطال يهتز الجبل
ذاك ستر لا بني متوال جميع
صانها بالسيف ساحل مع جبل
ومن بعد ذا نذكر محمد بالصلا
احمد المبعوث لا كل الملل
مع ذويه الغر انوار الهدى
حجة الرحمن عا اهل النحل».
سائلوا عثمان باشتهم عدل
كل حامي ديرتو صعب المراس
والقرايا دونها خيل ووهل
(...)
واعتقد ناصيف عا كل الجموع
صار مثل الليث اسرع من قتل
كم وقايع قبل هذي يحدّها
كم شوارب حزّها بيدو وفتل
(...)
وانتخى محمود لا ناصيف اخوه
لا علي الفارس تحدّر كالجبل
(...)
شفت اخو يسرى واسعد كالفهود
شفت عباس العلي يوم حمل
وانتخى ابراهيم لا قاسم مراد
كان ابن دبور فكاك العقل
(...)
واشتهر ناصيف لما يعرفوه
صار مثل الطود يهوي ان نزل
(...)
ارسلوا الصوّات لا ناصيف يقول
ان هذا الامر ما عاد ينمهل
انتخى في الحال ناصيف العنيد
صار مثل السبع يهدر كالجمل
اوكبت حوله رماحو كالغيوم
يا كرم ايوب ياما قد فعل
انتخى محمود برمحو بالجموع
قال يا ناصيف امضى من شمال
ذاك كان بالرأي ما لو من شبيه
غير عباس العلي نعم البطل
نهضة الحكام لا سحب السيوف
سيدها ناصيف يا نعم البطل
(...)
والكواخي قاضبة رأس الحصان
خايفين عالشيخ من ذاك الملل
وهو يهدر بينهم مثل البعير
او كسبع هاج في روس القلل
من كثر ما هاج ارخوا للحصان
ارعب العدوان في كثر الصهل
(...)
اوكبت خلفه فوارس كالغمام
شاهرات سيوف بيديهم نصل
(...)
صاح مير الشوف هاتولي الحصان
عن عظم ما صار جابولو بغل
وارتعب من حين شاف الخيل اجت
افقست كالرعد لو جاد وهطل
سيفها ناصيف يا نعم العقيد
شاهرا للسيف في يد ونصل
صاح باعلى الصوت يا جد الحسين
اين اهل العرض وارباب البذل
(...)
ما يفوت المير ديرتنا حرام
لو نبت من فوق طربوشه نخل
تعقيب : يبدو بوضوح من لغة الشاعر شناعة أنه من (العرب) أي القبائل البدوية التي كانت منتشرة بين جبل عامل و الحولة (منهم ال زيدان)، وهذه اللغة والمفردات في الشعر الشعبي ما زالت سارية في بوادي الشام والاردن والجزيرة العربية الى اليوم وتُعرف بالشعر النبطي.