مشيت مشي الغمام - شعر خليل عجمي

كتب الشاعر خليل عجمي: 

نهار الخميس الواقع في 7 ...10...2021
تحديت شوفارية معركه وطير دبا، وانطلقتُ سيرا على الاقدام عند الساعة التاسعه والنصف صباحا من قرب موقف سيارات معركه (البص) ووصلت الى بلدتي معركه في الساعة الثانية عشر ظهرا دون اي توقف او استراحه .... وفي الطريق الى ام القرى نظمتُ قصيدة تأريخا لهذه المناسبه ... أسميتها  القصيدة السبعينبة :
..........................

مشيتُ مشيَ الغمام
بدون ايِّ كلامِ
وسرت سيراََ طويلا
مشياََ على الاقدامِ
من موقف (البص) حتى
امِّ القرى بالتَّمام
عشرة اآلاف مترِِ
قطعتُها بسلامِ
مشيت والقلب يخشى
حوادث الإصطدامِ
اخذتُ اقصى يميني
وما شددت حزامي
ورحتُ امشي الهوينى
على الحصى والركامِ
تركت زفت الطريق
مطيّةََ لِلّئام
ورحت امشي ببطءِِ
مخافة الإرتطامِ
وكنت احتاط كي لا
يجتاحني ابن حرامِ
ورحت للسير ارنو
بفائق الإهتمام
فثارةََ لورائي
وتارةًَ لِلأمامِ
علّي به اتحاشى
جرائمَ الاقزامِ
لا مِن صديق عزيزِِِ
او صاحب او غُلامِ
بل من زعيمِِ حقيرِِ
يريد سحقَ عظامي
فالضبع إن شاء يقضي
غدراََ على الضرغامِ
امضيت وقتاََ طويلاََ
اسير سير النعام
كي لا اعرَّض نفسي
لحادثِِ او صدام
حتى غدوت اسيراََ
للحزن والاوهام
وبعد وقتِِ طويلِِ
من المسير الدامي
مالت إليّ فتاةٌ
حلوى كبدر التمام
وداهمتني برَنجِِ
ابصرتُه قدّامي
ترجّلت منهُ ثم
انحنت بكل احترام
لم تكترث للطريق
المقطوع بالإزدحامِ
وفاجأتني بقولِِ
حسبته في المنامِ
ألقت عليَّ سلاماََ
فقلت الف سلاممَ
ففاح من شفتيها
عليَّ عطر الخُزامِ
فقلتُ يا ويل قلبي
من رمشك الصمصامِ
تبسّمت ثم قالت
بعزةِِ ووئام
هلّا تذكَّرتَني ام
نسيتَ يا ابنَ الكرام
فقلتُ من انتِ قالت
ارجوك إسمع كلامي
انا التي كنت يوماََ
لديك سجعَ الحمامِ
وكنتُ في الصف اشدو
بأعذب الانغام
قصائداََ ذكّرتني
بأجمل الايامِ
كم كنتَ تجلس قربي
يا شاعر الاعجامِ
لتستشمَّ رحيقَ
الغرام من اقلامي
وكم سكِرتَ بعطرِِ
من تحت طيّ لِثامِ
وكنت تصنع هذا
بحُجَّة الإفهامِ
ولن تُعير اهتماماََ
لِسوسنِِ وابتسامِ
قد كنتُ عندكَ اغلى
من قاهرات الظلامِ
معلِّمي كنتَ لكن
كالعاشق المُستهامِ
ورغم ذاك التمادي
ما شابنا من خِصامِ
لكن بقيت بعيني
شهماََ عظيم المقامِ
يا شاعري كيف تنسى
محبتي وهيامي
وكيف تنسى عهود
الغرام مع احلامِ
اجبتها ودموعي
تنهار مثل الغَمامِ
ورحت امسح خدي
من الدموع السِّجامِ
وقلتُ اهلاََ وسهلاََ
بأجمل الآرامِ
ماضيك كان حياتي
وفيه كان غرامي
لم انسَكِ الدهرَ يوما
يا معبدي واعتصامي
فكيف انسى مكاناََ
موشحاََ بالرُّخام
به قصدتكِ يوماََ
في موسم الشمّام
لنستلِذَّ بطعمِِ
ما مثلهُ في طعام
بالامس كنتُ شباباََ
كالضيغم الهمّام
واليوم اصبحتُ انعى
ما مرّ من اعوامي
وصرتُ اخشى اغتيالي
من ارذل الازلامِِ
لانني صرت نارا
تغلي على الحُكّام
وصرتُ اكره شعبا
يُساق كالاغنام
وصرتُ امشي طريقاَِ
انسى بها آلامي
وانتِ هل انتِ مثلي
ثكلى وجرحكِ دامي
قالت على الفور كلّا
بلهجة الإنتقامِ
انا بمالي وجاهي
اميرةََ في الانام
فقلتُ مِن اين هذا
المال الكثير السامي
قالت تزوّجتُ شيخا
من الشيوخ الجِسام
يعلوه راس كبيرٌ
معمّماٌَ بالحرامِ
لديه كنزُ عظيمٌ
لم يُحصَ بالارقام
وبضعةٌ من قصورََ
على طريق الخِيامِ
فقلت أنعم وأكرِم
بذلكَ الحاخام
قالت اذا شئتَ زُرنا
فإن ابني محامي
فقلتُ لو زُرتكم مَن
عن الخليل يُحامي
فودَّعتني وطارت
برنجها كالسهام