انتفاضة مزارعي التبغ في عيثرون - 1968


تفاصيل الانتفاضة التي قادتها الاحزاب اليسارية في بلدة عيترون الجنوبية، برواية المناضل حسين بعلبكي وهو من مؤسسي نقابة مزارعي التبغ في الجنوب - من مجلة بدايات العدد الصادر في 01 أبريل 2015 : 


* عام 1965 فاز الحزب الشيوعي ببلدية عيثرون 
* كان البرنامج التثقيفي للحزب الشيوعي في البلدة يتضمّن تدريس وصية الإمام علي لمالك الأشتر 
* كما كان البرنامج الأخلاقي للحزب في البلدة يركّز على منع ضرب النساء، والابتعاد عن شرب الخمور في الأماكن العامة، والامتناع عن لعب القمار والكذب 
* كان مزارعو التبغ يعانون من مفتشي الريجي ومن المخبرين، فقد كانت رخص زراعة التبغ بيد المحتكرين الكبار، وكان المزارع يدفع لصاحب الرخصة لقاء الاستفادة من المساحة المسموح زراعتها في الرخصة، ولا يُسمح له بزراعة اي مساحة إضافية، بل يتعرض محصوله للتلف. 
* ذهب وفد من المزارعين من عيثرون ورميش والقرى المحيطة إلى الرئيس فؤاد شهاب وشرحوا معاناتهم مع الرخض والريجي ، فقال لهم (في عهد فؤاد شهاب إرزعوا ولا تقطعوا).
* في العام 1968 ازدادت المساحات المزروعة بالتبغ من دون رخص حتى أصبحت توزاي المساحات المزروعة برخصة. 
* في الساعة 8 صباحا من يوم 19 تموز 1968، تقدمت قوة كبيرة مؤلفة من 100 دركي و 3 جيبات و4 شاحنات عسكرية ومعهم عشرات العمال المستأجرين، بهدف تلف المساحات غير المرخصة من التبغ. 
* تصدى اهل عيثرون للقوة المتقدمة ولم تستطع التقدّم لأكثر من 500 متر خلال ساعة. 
* وعند عودة المزارعين من اراضيهم  تكاثر الاهالي، واحتدمت المواجهة فتمكّن أهالي عيثرون من أسر 40 دركياً بعد تجريدهم من السلاح، كما تمكنوا من الاستيلاء على جيبات الدرك، مستعملين الاحذية والحجارة والعصي فقط. 
* طلب آمر القوة، مساندة من الجيش المتمركز بين عيثرون وبليدا، فحضرت قوة من الجيش بقيادة الضابط كلّاس و برفقة نائب المنطقة إبراهيم شعيتو، وطلبوا تشكيل وفد من الأهالي للمفاوضات، على أن يتم إطلاق سراح الدرك وبالمقابل الامتناع عن اتلاف المحاصيل. 
* تشكّل الوفد من 6 أشخاص وذهبوا إلى مركز الجيش بين عيثرون و بليدا وعندما أيقن الضابط من إطلاق سراح الدرك، قام باعتقال وفد التفاوض بالاضافة إلى بعض شبان عيثرون حتى أصبح عدد المعتلقين حوالي 32 شخصا. ونقلهم إلى سرايا بنت جبيل وتعرضوا لتعذيب عنيف وفي اليوم الثاني تم نقلهم إلى سجن الرمل في بيروت. 
* بعد 7 أيام من التوقيف تمت إحالتهم على المحكمة العسكرية، وكان بانتظارهم المئات من الداعمين لهم، وشكلت الأحزاب اليسارية فريقا من 17 محاميا كان اصغرهم (نعمة جمعة) 
* بعد استجوابهم تم إطلاق سراحهم وأقيم لهم استقبالا كبيرا في عيثرون 
* كان لهذه الحادثة أثرٌ في سلامة المحاصيل من التلف ، وانخفاض أسعار رخص التبغ