طرائف شاكر الخوري


شاكر الخوري من بلدة بكاسين في جزين، ولد عام 1847 ميلادي، تنقل بين جزين والمختارة ومشموشة وعين طورا وصيدا . درس الطب في القاهرة وتخرج منها سنة 1874 ميلادي وعمل في عكا ودمشق وأخيرا في بيروت حتى وفاته. كان شاعرا وأديبا إضافة إلى كونه طبيبا حاذقا. له كتاب مجمع المسرات . توفي في العام 1911 م.
1- صادف أنه إلتقى بأحد القساوسة الذي عُرف عنه بكثرة الحركة والفساد، وكان لا يطيق أن يرى إثنين متفقين إلا أبعدهما ، أو بلدين متفقين إلا أفسدهما، فعندما التقاه الشاعر نظم له هذين البيتين:
وقسّ للفساد غدا إماما *** ولم يقضِ الصلاة ولا الصياما
ولم يحفظ من الإنجيل قولا *** سوى ( ما جئت كي ألقي سلاما)
2- دُعي الدكتور شاكر الخوري يوما إلى مائدة أحد الامراء الذي يدعى (سعيدا)، وكان معروفا ببخله. وعلى مائدة الطعام قدّم للمدعوين المحاشي من كوسا وباذنجان وورق عنب. فحار الشاعر في أمره وكيف لبخيل ذاع صيته أن يقدّم لضيوفه المحاشي، فأراد تفحّص الأمر وفتح إحدى المحاشي فوجده محشوة بالأرز فقط من دون اللحم فأنشد قائلا:
قد قيل إن المستحيل ثلاثة *** والآن رابعة أتت بمزيد 
الغول والعنقاء والخلّ الوفي *** واللحم في محشي الأمير سعيد.
3- دخل شاكر الخوري على رجل يلعب القمار (يقامر) فأخذ يحدّثه ويسايره، وفي نهاية السهرة خسر المقامر فادّعى أن شاكر الخوري قد ألهاه عن اللعب فخسر، فردّ عليه شاكر على الفور:
ألهيتني يا شاكرا **** ما هكذا فعل الصديق
فأجبته إنّي الذي*** يلهي الحمار عن العليق (انتهى)
ويمكن صياغة البيت الأخير :
فأجبته إنّي الذي*** يلهي الحمار عن النهيق
4- التقى شاكر الخوري بوجيه اسمه (نجيب باشا الملحمه) وكان برفقة الأخير شخص يدعى (الملهوف) وكان شديد الإلتصاق بالباشا ولا يفارقه أبدا حتى أنه يتناول طعامه معه، وفي هذا اللقاء طلب الباشا من شاكر الخوري أن ينظم شيئا في الملهوف فقال:
لما بدا الملهوف وسط دياركم *** و له مساء كل يوم مطعمة 
صدّقتُ قولا قد يقال بأرضنا *** إنّ الكلاب تعيش حول الملحمة
5- كان الدكتور شاكر الخوري في إحدى السهرات، فدخل رجل لونه يميل إلى السواد برفقة زوجته الجميلة التي تُخجل البدر، فبدأ التهامس بين الحضور والكل يقول في باله يا خسارة، فنظم الدكتور شاكر هذه الأبيات:
تكدّرت الخواطر مذ رأينا *** برفقة اسودٍ بدر التمام ِ 
فلا عجب بذا إذ قد عرفنا *** بأنّ البدر يطلع في الظلام ِ 
6- كان الشاعر الدكتور شاكر الخوري قد اشترك بمسابقة شعرية لم يحالفه الحظ فيها إذ عمدت لجنة الحكم إلى ترسيبه لأسباب كيدية وفاز فيها آخرون يعتبرهم دونه فنظم هذه الأبيات ساخراً من لجنة الحكم فقال:
قد كان في فحص شعري *** كرٌّ وجحش وعـير
لـو أن شعـري شَعـيرٌ *** لاستطيبتـه الحميرُ
لكن شعري شَعــــورٌ *** وهل للحمير شعورُ؟
7- لمّا جاء داوود باشا إلى جبل لبنان عام 1860م، كان الامن سائبا والأوضاع متفلتة ، فأراد أن يفرض هيبته من اليوم الأول.
ويقول الدكتور شاكر خوري في كتاب ” مجمع المسرّات: “وفي اليوم التالي لبس المتصرِّف فروته وملأ غليونه ونزل إلى السرايا وعبس واستقبل الأكابر وتكلَّم بصراحة … ورأى حماراً يأكل التوت بالقرب من السرايا، فأحضر الحمار وسأل عن صاحبه، فأنكره الجميع خوفاً من القصاص، فأمر المتصرِّفُ بشنق الحمار . ومنذ ذلك الوقت ما عاد رأى حماراً .. أو أحداً يتعدَّى على غيره ” .
فنظم الشاعر قائلا:
وإنْ أحببت حفظ الأمن فاضرب ….. بحدِّ السيف أو فاشنق حمارا
8- ومن غزلياته الرائعة قوله:
وسألتها هل بالأكيد تحبني **** قالت : فؤادك شاهد يا روحي
فأجبتها أهل الهوى لن يقبلوا **** أبدا شهادة شاهد مجــروح