إن شوقي الآن يغرق - شعر عبد الأمير شمس الدين

عاش الاستاذ عبد الامير شمس الدين سنواته العشر الاوائل مع عائلته في بلدة مجدل سلم، وكان العلامة السيد أحمد شوقي الأمين رفيق طفولته وصديقه فيما بعد. 
من اليمين: السيد أحمد شوقي الأمين - كامل الأسعد - السيد محمد حسن الأمين 

حاول الفتية تقليد الكبار بالسباحة في بركة القرية، حتى آنس عبد الامير في نفسه القدرة على العوم لخمسة أمتار دون غرق. فقرر رفيقه أن يحذو حذوه فغرق. وكان راعٍ بالقرب من البركة فصاح شوقي يغرق... دفعت النخوة والحمية الفتى شمس الدين لإنقاذ صاحبه فغرقا سويا نحو القعر، وغاصا إلى الأعماق، وازرورقت الوانهما وأثقل الوحل جسديهما وشارفا على لفظ أنفاسهما، حتى قدّر الله لهما شابا عتيقا مجرّبا في السباحة فأنقذهما من تلك الورطة... حصل كل هذا والراعي واقفا يحضّ على المساعدة باللسان دون الفعل. 

وقد نظم الاستاذ عبد الامير هذه الواقعة شعرا فقال:

راعيا كان الممنطق ... بعصاه وهو أحمق
واقفا يتلو بيانا ... إن شوقي الآن يغرق
وهواة العوم حاروا.. أيّهم في العوم أعرق
عدتُ للتّو سريعا .. باسطا زندا ومرفق
ضُمني يا حسن حظي.. وبأهدابي تعلّق
وهوينا نحو قعر .. من شعاب البحر أعمق
جسمنا بالوحل أضحى.. داكنا واللون أزرق
فانبرى شاب قويّ .. هو في المضمار أعتق
حمل الغرقى بعيدا .. كان بالتجديف أرشق
أبعد الموت وأرسى .. أملا بالحبّ يعبق
 
من كتاب طرائف محكية وشعرية . عبد الامير شمس الدين