صرنا بعهد الإستقلال .. نترحّم عالإستعمار - شعر عباس الحاروفي

الشاعر عباس حرقوص الحاروفي  

سلام الراسي  

تناول سلام الراسي ما كان يدور في فلك الدولة منذ مطلع القرن العشرين ، فصوّر مدى علاقة الناس بدولتهم منذ عهد الانتداب، يروي سلام الراسي في كتابه (الحبل على الجرار) ما كان يدور في عهد الإستعمارمن مظالم ومساوىء وعبث واستهتار، ففي مناسبة عيد لبنان الكبير، ترددت على ألسنة الناس ردّة موجهة الى المفوّض السامي (بونصو) آنذاك:

شو طقنا بالعيد حتى نمارسو----- بدك تسامحنا يا مسيو (بونسو)
ما دام لبنان الكبير متل التران--- وبعدنا: بريمو وسيكوندو وتارسو 

ونال لبنان استقلاله في العام 1943م، وفي سنة 1947 كانت الانتخابات المعروفة في 25 ايار، وما رافقها من تزوير وتلاعب وارهاب، فسقط من سقط، ومنهم المرشح حسني أبو ظهر الذي لم ينل عند الفرز صوتا واحدا، فراجت هذه الردّة من نظم الشاعر عباس الحاروفي : 


يا حسني بعد اللي صار---  في خمس وعشرين أيار

صرنا بعهد الاستقلال -------  نترحم عاللإستعمار
قيل إن المحامي "حسني أبو ظهر" من صيدا كان قد رشح نفسه للنيابة في انتخابات 25 أيار الشهيرة. وعند فرز الأصوات تبين أنه لم يحصل على أي صوت فقال :
" عائلتي أكبر عائلة في صيدا فلو فرضنا أن عائلتي خانتني فاين صوت زوجتي ؟ ولو فرضنا أن زوجتي هي الأخرى لم تصدق معي فاين صوتي ؟ ".
وصارت هذه الحادثة حديث الناس في تلك السنة وكان الشاعر الشعبي "عباس الحاروفي" من بلدة "حاروف" قد تصدى لهذه الحادثة التاريخية وأرّخها بهذه الردّة من الزجل . فصار اللبنانيون كلما تذكروها أو حدث مايشبهها قالوا :
صرنا بعهد الاستقلال /// نترحّم عالاستعمار