مساجلة شعرية - بين الحرفوشي والحانيني والسيد نور الدين علي الموسوي العاملي - عام 1689م .

ضريح الشيخ الحانين

اجتمع عشرة شعراء في مجلس علم و ظرف و طرافة نجمت عنه مساجلة شعرية لطيفة، .ونقلت هذه المساجلة عن مجموعة كتبت سنة 1101هـ بخط السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، والتي جاء فيها نقلا ً عن السيد نور الدين علي الموسوي أخ السيد محمد (صاحب المدارك): إنه مما اتفق من فلتات الزمان وفريدات هذا الأوان، بعد أن ساعدت المقادير وارتفعت على خلاف العادة المحاذير، أن جمعتنا جوامع الإلتزام، إلى أن يقول: كان كلٌّ من الحاضرين وأجلاء الأدباء والمنادمين صار ينظم ارتجالا و يجيد مقالاً، و في هذا الشأن غاية ما يكون مولى الشعر وجليل الفضلاء ذو الجمال والمجد الربّاني مولانا الشيخ حسن الحانيني متّعنا الله بطول أيامه ولطائف ألفاظه وأقلامه، وابتدأ الشيخ حسن الحانيني في المساجلة فقال:
ومدمعي دونه في الخد جيحان
فردّ الشيخ محمد الحريري الحرفوشي الدمشقي:
وحرّ شوقي إلى لقياه متصل ---مع أنّه في صميم القلب قطان
وردّ الشيخ بهاء الدين العفيفي، فقال:
وفكرتي في هواه لا يُسكِنُها --- إلا الوصال وسرّي فيه إعلان
وأجابه الشيخ محمد الحريري الحرفوشي ثانية:
وكيف لا وهو فرد في الجمال وما --- حكاه في حسنه إنس ولا جان
وردّ الشيخ حسن الظهيري، فقال:
وقده أهيف كالرمح معتدل --- والطرف منه لأهل العشق فتان
وأجاب السيد محمد العباسي:
والوجه منه يفوق البدر منزلة  --- ووجنتاه لنا خمر وريحان
وأجابه الشيخ عبد الرضا:
يميس في برده كالغصن في ميد  --- كما تثنى بحسو الراح سكران
ثم قال الشيخ محمد الحريري الحرفوشي :
وخصره مثل جسمي في نحافته  --- والردف من تحته يحكيه كثبان
قد ضاع في خده حب القلوب لذا ---  غدا وكل فؤاد منه حيران
فلي تجمّع في روضات جنته  --- ورد وآس وعناب ورمان
لمارنا وانثنى كالصبح غرته ---  فقلت لاشك هذا الظبي رضوان
ثم قال الشيخ حسن الحانيني مرة أخرى:
نظرته لأرى نحسي وطالعه  --- وفي حشاي من التبريح ألوان
ففر إنسان عيني نحو وجنته --- وقد منّها من الخدّين نعمان

ثم أجاب الشيخ محمد الحريري:
لله أيامنا في جلق وبه تمايلت ---  في رياض الوصل أغصان
أيام قد جاد دهري والزمان بها  --- سارت كما سار بالأحباب أظعان
ونحن في دعة والشمل مجتمع --- وطرف عاذلنا بالسكر وسنان
فجاء من بعد ذا التفريق أبعدنا --- وصل وفي القلب أوصاب وأشجان

أما السيد نور الدين الموسوي فقال:
قد جاد لي بوصال بعد طول جفا  --- علمت أن زماني فيه خوان
قد كنت أحذر ما لقيت وا أسفا  --- لو كان لي من صروف الدهر أعوان