مبالغات الأدب الشعبي وجوربة الإنتخابات - من مشاركات الأستاذ عبد المجيد زراقط


من يقرأ نماذج من "حوربات"الأدب الشعبي ،يلاحظ انها تتضمن مبالغات كثيرة ، فتبدو كأنها تمثل رغبات الناس ،أو احلامهم في ما ينبغي أن يكون عليه الواقع ،وخصوصا ان كان الواقع بائسا ،ومن هذه النماذج:

-في أيام الانتداب الفرنسي، تحكم الضابط الفرنسي"بشكوف" ،وأراد للانتخابات النيابية ان تكون شكلية ،فينجح المتعاونون معه ،ولم يكن عبد اللطيف الاسعد من بينهم ،فاعترض الناس ، وقال شاعرهم:
بشكوف خبر دولتك/سلطاننا عبد اللطيف
باريس مربط خيلنا /ورصاصنا قلط جنيف


-وفي أيام الانتداب نفسه،هاجم الجيش الفرنسي الحكومة الوطنية في سوريا ،وقرر الامير فيصل التصدي للجيش الغازي،فقال الشاعر الشعبي:
قلوب العدا بنردها/وفرنسا تلزم حدها
فيصل زعيم بلادنا /وباريس بدنا نهدها


لكن هذا الشاعر نفسه قال ،بعد القضاء على الحكومة الوطنية:
يامير وشلك بالحروب/وفرنسا منك قدها
هيدي دول بدا دول/راعي غنم مابيردها


- ولما احتدم النزاع الانتخابي في الجنوب بين احمد الاسعد ورياض الصلح،قال شاعر الاسعد بعد نجاحه:
لما زحف اسطولنا /واعتز احمد بالنجاح
صارت تفز خيولنا /من فوق شلفات الرماح


-ولعلنا لاننسى،في هذا السياق ،ماغناه مطرب الهزيمة في العام 1967:
ميراج طيارك هرب /مهزوم من نسر العرب ..
قال هذا وطائرات نسر العرب مدمرة في قواعدها..