وفاء عدي بن الرقاع العاملي


كان (عبيدة بن عبد الرحمن السلمي) واليا على الأردن في ايام الوليد بن عبد الملك، فأنعم الوالي على (عدي بن الرقاع العاملي) وقرّبه وأكثر من وصله. ودارت الأيام فغضب الوليد على والي الأردن وعزله ثم حلقه وضربه واقامه بين الناس للعبرة، فجاء عدي بن الرقاع وسط الحشود وأنشد عبيدة: 
وما عزلوك مسبوقا ولكن
إلى الغايات سبّاقا جوادا 
وكنتَ اخي وما وولدتك امي
وَصولا باذلا لي مستزادا
فقد هيضت لنكبتك القدامى
كذاك الله يفعل ما أرادا
فاستدعى الوليد الشاعر العاملي عديّ وقرّعه على مدحه عبيدة بعد عزله. فقال له عدي : إنه كان إليّ محسنا، و لي مؤثرا و بي برّا، ففي أيّ وقت كنت أكافئه بعد هذا اليوم؟؟
فقال له الوليد صدقت وعفا عنهما، فحمل عدي عبيدة إلى داره.
بتصرف من كتاب (التصوير البياني في شعر عدي بن الرقاع) - ص ٥- مريم الحارثي