جسر المعديّة - عربصاليم

 كتب محمد ناصر الدين (بتصرف) :

ذهبت بي المخيلة مباشرة إلى طفولتي، الى جسر أسفل نهر الزهراني في عربصاليم نعرفه جميعاً ب"جسر المعدّية". هنا عبر العاشقون، هنا مرّت دواب الفلّاحين بالتين والعنب والغلال من "القاطع"، هنا حملت جدّاتنا الغسيل من ضفّة لضفّة، هنا زُفّت جثامين رجالنا وبنادقهم حين طحنوا الحديد في الجبل ........ لا أسمع إلا صوت محمود سعادي يأمرني أن أسرع الركض في ماء لنطارد السمكة من تحت "جسر المعدّية" إلى أن أوقفنا الرصاص تحت موقع السويداء.....
نهر الزهراني مهدد اليوم، ...... لا تقتلوا ذكرياتنا، ..... بلى نحن نحب النهر والعصفور والسمكة أكثر من كل من يؤذي النهر والسمكة والعصفور، ونحب الشاعر أكثر من المقاول، ولا نريد لكاوبوي من نوع آخر أن يُطلق النار على طفولاتنا فوق الفراشة والساقية.