شوقي بزيع وجودت فخر الدين يشكوان فقد الخمر

سافر أدونيس الشاعر وجودت فخر الدين وشوقي بزيع على متن طائرة يمنية وقد طلبوا الخمر فقيل لهم لا يوجد خمر على الخطوط الجوية اليمنية.

عندها قال أدونيس: لنهجُ هذه الطائرة وبدأ بهذا البيت:

وطيّارةٍ شمطـاءُ مِن دون خمْرةٍ

ركبنا بها يوماً وطرْنا إلى اليمنْ
فلا امـْرأة نفتـضُّ ليل جمـالها

ولا كأس تروينـا ولا ذَكَرٌ حَسَنْ
فيا حمْيـَرَ التاريخ كيف خدعتِنـا

عروبـة هذا الدهر أشبه بالكفـنْ




هنا أردف جودت فخر الدين إبن بلدة السلطانية العاملية (مواليد 1953 مجاز بالأدب والفيزياء):

صحونا عليها صحوةً حميريَّـةً

فمـا هزّنا سكرٌ ولا راقنا وسَنْ
وبتنـا كأنـا في سماواتِ محنة

أكان علينا أن نطيـر فنُمتحـن؟
أيـا زمناً يجري بنا دون بهجة

تراك ستبقى غـافلاً أيها الزمن؟


بعد ذلك نظم شوقي بزيع (ابن بلدة زبقين العاملية) ثمانية أبيات منها:

إذا لم يذق منهـا أدونيسُ جرعـة

فمن يستحق النهل من كأسها إذن؟!
ولو أنسيْ الحاجُ ما ذاق طعمهــا

لمـا قال أشعاراً ولا كان باض لن
أطيــَّـارة هـذي التــي تحت أم أنـَّـا                                           لفَـرْط الغيـظ نركبُ كـَـركَـدنْ
ونَهْمِزُهـا همْزاً إذا حَرَدَتْ بنــا

وإن برْطَعَتْ تِيـْهاً شَدَدْنا لها الرَّسَنْ


ثم أضاف عبد العزيز المقالح في اليمن إلى هذه الأبيات:

إذا كنتَ في صنعـا ولم تكُ سـاكناً

ببرجٍ لغمضـانٍ فمـا أنت في اليمن
فـلا شعـر إلا في سمـاء سمائها

ولا وزن إلا في مرابعهــا سكـنْ
ولا عبـَرتْ خيل الحَريْري بساحها

ولا حِصَّ بعد الآن يعلو ويصعـَدنْ
حمى الله صنعـا من شرور كثيرة

فلا مسَّـها ضـرٌّ ولا نـالها حزن


بعد ذلك كانت أبيات لجودت وشوقي ثم قفلة ببيت من نظم أدونيس:

سـلام عليكم يا غـواةُ فشعركـم

كوحـي ولكن لا سمـاءَ ولا سننْ.