الخرا خرا لو قطع نهر الفرا


عرف أحدهم بسوء الطالع وقلة البصيرة وبالتالي بعدم التوفيق بكل عمل يقوم به فلقب في بلده (بالخرا) فكان يقال: ذهب الخرا وجاء الخرا. ورح يا خرا، وتعال يا خرا.

فضاق ذرعاً بذلك ولم ير لنفسه خلاصاً من هذا اللقب إلاّ بالرحيل إلى بلد لا يعرفه فيه أحد ولا يمكن أن يلتقي به يوماً بإنسان من بلده. وانتحى ناحية الشرق ومن بلد إلى بلد أوصله السير إلى نهر عرف أنه نهر الفرات فأراد أن يعبره جاعلاً من الفاصل بين ماضيه التعيس وبين مستقبله الذي يأمل أن يرتاح إليه.

وشمّر عن ساقيه يحاول عبوره جاهلاً عمقه وتياره المهلكين. وإذا بشخص من تلك الناحية يراه فصاح به أن لا ينزل إلى النهر مرة ومرتين وثلاث وهو لا يلتفت إليه فأسرع إليه الرجل خوفاً عليه وشده من قفاه وقال له حانياً ألم تسمع يا خرا؟! فوقف صعقاً وأيقن أن هذا اللقب لن يفارقه ولو هرب منه إلى آخر الدنيا، فطأطأ رأسه ودار على عقبيه واتجه غرباً حيث أتى قائلاً في نفسه: صحيح! الخرا خرا ولو قطع نهر الفرا. 

من كتاب الأمثال العامية في جبل عامل - السيد جعفر الأمين