النبي الخضر في بيروت


#مار_جرجس وهو “الخضر” عليه السلام، هو مواطن لبناني من بيروت، عن حقّ وحقيق، كان يعيش ذات وقت في محلّة “ميناء الحصن”، حيث يقوم الآن فندق “سان جورج” المسمّى على اسمه، وحيث كانت تتألّق أفخم فنادق المدينة، حتى بضع سنوات خلت.
في ذلك الزمان، كان “التنّين” يخرج أحيانًا من #البحر ويلتهم أحد صبيان المحلّة وينشر الذعر في المدينة، فاعتلى مار جرجس صهوة حصانه الأبيض وتصدّى للتنّين وقتله بطعنة نجلاء من رمحه الرديني وأراح الناس منه إلى الأبد، فدُعي المكان “خليج مار جرجس” إلى يومنا.
ولهذا السبب، كان “راعي الحصان” مار جرجس أو الخضر، هو القدّيس الوطني الوحيد المشترك لأبناء مدينة بيروت، #المسيحيين و #المسلمين، فإذا تنافسوا فإنّما في حبّه واحترامه.
ثم نشبت الحرب في #لبنان، وما لبثت أن امتدّت المعارك إلى حيّ “ميناء الحصن” العريق الجميل، وتحوّل فندق “سان جورج" وسائر فنادق الحيّ إلى #متاريس.....
وفي احدى صباحات الحرب، تحوّل الفجر إلى غمام وظلام من دخان حريق “سان جورج” وسائر الفنادق، الذي غطّى سماء مدينة بيروت، فسألت الرجل: “مَن الذي انتصر مساء أمس، مار جرجس أم الخضر؟”.
أجاب بحسرة ومرارة: “انتصر التنّين!”
بتصرف من كتاب #سلام_الراسي الناس بالناس