مرقنا وشخّينا فيها


يحكى_وعلى ذمة الراوي_أن قرية من قرى قضاء النبطية، ويبتدئ إسمها بحرف "العين"، كان معظم ناخبيها في منتصف القرن العشرين ، من الموالين للزعامة الأسعدية، التي كانت تتنافس مع زعامة آل عسيران وزعامة آل الزين ، للفوز بالمقاعد النيابية.

كان المرشح للمقعد النيابي ، وقبيل إجراء الإنتخابات النيابية،يجول على القرى بمواكب سيارة، مع حشد من أنصاره ومريديه، مرددين الأهازيج والهتافات التي أعدها شاعره، ولقنها للأزلام " والقبضيات"المسلحين بالعصي ، وأحيانا بالسكاكين ، وعلى سبيل الإحتياط والترهيب ، يزود بالمسدس من لديه خبرة ومعرفة بإستعماله، وعادة ما يكون منظما وقائدا لموكب الزيارة، والتي أطلق عليها أسم "الجولة".


ما عدت اذكر تاريخ "الجولة"التي حدثني عنها شاعر آل الزين المرحوم جواد حمود ظاهر، صاحب الحنجرة الماسية في الغناء ، والشروقي ،والهجز ، ولكني أذكر أنه قال لي:
أعتمرت الكوفية ،وأنا في السيارة الأولى من الوفد،وسيارات كثيرة وراءنا،والبيك في منتصف الوفد،قاصدين قرية"ع...." وصلنا حتى مدخل البلدة،فوجدنا الطريق قد قطعت بالأحجار ومن المستحيل تجاوزها ، وكأن أهل القرية علموا بقدومنا، وتجمهروا داخل البلدة، والله يعلم ماذا يخبؤن، فكنا كمن وقع على رأسه الطير ، فأمرنا البيك بالعودة لتفادي الصدام مع أهل القرية، فعدنا أدراجنا ، وما أن إبتعدنا قليلا وأصبحنا في مأمن منهم ، طلبت من الوفد التوقف ، وترجل المشاركون وتجمهروا، فقلت لهم إهتفوا ما سأقول وارتجلت:
"ع...."الله يحميها 

شومنعمل تنكافيها
نحنا كنا مزحومين 

مرقنا وشخينا فيها

من مشاركات الاستاذ علي غندور