عاملة الآشورية وعاملة اليمنية وعاملة القحطانية !

 كتب الناشط (محمد منذر) : 
"يذكر أخباريّو العرب والمسلمين ومنهم أبو الفدا في تاريخه "المختصر في أخبار البشر" أنّ قبيلة "عاملة" السبئية قد هاجرت بعد خراب سد مأرب عام 300 ق.م الى المنطقة، ثم إلى بلادنا وأعطت هذا الجبل إسمها وبات يُعرَف من وقتها ب"جبل_عامل".

لكن الدكتور يوسف حوراني في كتابه "المجهول والمهمل من تاريخ جبل عامل"، نقل مترجما عن كتاب أجنبي نصاً من "ألواح نمرود" للملك الآشوريّ تغلات فالاصر الثالث يعود لعام 746 ق.م يذكر فيها أسماء 35 قبيلة حاربها، بينها قبيلة Amlatu آملاتو أو عاملاتو.
الدكتور حوراني اعتبر هذه القبيلة هي نفسها قبيلة عاملة، واستدل على قدم هذه القبيلة وعلى أنّ ذلك هو أقدم ذكر تاريخي لها.
بالإطلاع على الكتاب المصدر الذي نقل عنه حوراني وإسمه "The ancient records of Assyria and Babylonia" لدانييل لوكنبيل وهو من الكتب التي باتت في متناول الناس بعد تحريرها من أسر مكتبة جامعة شيكاغو ويعتمد الأدلة الأركيولوجية، نجد أيضاً أنّه وفي آثار الملك سرجون الثاني بن تغلات فلاصر الثالث قام الآشوريين بنقل 600 شخص من Amlate ومن قبيلة أخرى إسمها(Der)، وأسكنوهم في مكان في (سوريا) إسمه Unqi (Pattin).
والسبب أنّ هذه القبيلة Amlate كان ولاؤها للكلدانيين الآراميين(قبيلة كلدو) خصوم الآشوريين، والذين كان مركزهم في بابل.
فاذا صح أن Amlatu القرن 8 ق.م المذكورين في الآثار الأركيولوجيّة الآشوريّة هم العامليّون، فإنّ قصّة هجرة قبيلة "عاملة" من اليمن الى المنطقة في القرن 3 ق.م تصبح في مهبّ الريح، خصوصا وأنّها مبنيّة على أخبار متأخرة زماناً عن الحادثة(أكثر من 1000 سنة) دون وجود أيّ آثار أركيولوجيّة تدعمها.
ولعلّ كثرة أسماء المناطق الآراميّة في جبل عامل تدعم هذا الأمر.
كما قد يدعم هذا الرأي أيضاً ما نقله الرحّالة أوليفانت في كتابه "أرض جلعاد"، وهو الذي ذكر فيه رحلاته في المنطقة عام 1880. فقد ذكر أنّ هناك رأياً كان يعتبر متاولة جبل عامل أحفاداً للأجناس الأصليّين الوثنيين في المنطقة، وهو اللقب الذي كان يُطلَق بعد انتشار المسيحيّة على الآراميّين قبل دخولهم المسيحيّة.
إذن نحن هنا امام إشكاليّتين ممكنتَين:
- إشكاليّة بطلان الهجرة من اليمن.
- إشكاليّة إحتمال آراميّة العامليّين الأوائل." . انتهى

تعقيب : هنالك رأي للقلقشندي يقول بتعدد بني عاملة : فعاملة هم أولاد عمرو بن سبأ وهم يمنيون وايضا عاملة هم أولاد الحارث وهم بطن من كهلان القحطانية. وإذا صحّت ترجمة النصوص الآشورية فتكون القبيلة أيضا قد ذُكرت في القرن الثامن قبل الميلاد، كما ذُكرت كذلك في اخبار العماليق وغدّم الدكتور يوسف حوراني من عاملة (أو ان عاملة من العماليق!)، وبذلك يمكن القول بتعدد بني عاملة، فعاملة العماليق (في زمن الهكسوس) هم غير عاملة سبأ اليمانيين وأيضا هؤلاء هم غير عاملة كهلان القحطانيين.