الحصوص والفصوص - سلام الراسي

من كتاب (إقعد أعوج وإحكي جالس) - للأديب سلام الراسي
 
 
يحكى أن شاباً طلب من الشيخ إبراهيم الحوراني أحد كبار شعراء القرن الماضي أن ينظم له بيتاً من الشعر يرفقه بخاتم مرصّع بالماس يريد أن يقدمه لخطيبته فتناول الحوراني ورقة.
وكتب عليها بخط جميل البيت التالي:
 
وخاتم حصحصته بالحصوص                       إلى التي تهدى إليها الفصوص
 
وما كادت الفتاة تقرأ البيت المذكور حتى ألقت الخاتم من يدها ومزَّقت الورقة وانهالت على خطيبها تتهمه بالإساءة وقلة التهذيب، ولكن بعد مراجعة النفوس والقاموس على حد قول الكاتب هدأت النفوس إذ تبيّن أن كلمة «فص» تعني حجر كريم. فراق عندئذ خاطر الصبيه وقبلت الهدية ثم عاد الشاب إلى الشيخ الحوراني يطلب منه أن يكتب له بيت الشعر مجدّداً بخطه الجميل فكتب له إلا أنه وضع هذه المرّة أقواساً حول كلمة فصوص. وعندما سأله الشاب عن الغاية من وضع هذه الأقواس حول الكلمة قال «أول فصوص كان معناها حسب القاموس، وثاني «فصوص» حسبما فهمت العروس!!