مصطلحات عاملية - سلام الراسي

من كتاب (إقعد أعوج وإحكي جالس) للأديب سلام الراسي

في «قرية وادي بعنقودين» شرقي صيدا وقف المختار يشرح للأديب ولوزير التعمير آنذاك إميل البستاني ما حدث ،
قال: كنت نايم ما شفت غير الأرض تحت مني «تحلفصت»، نجينا يا رب، فتحت عيوني ما شفت غير حجازة البيت «تفلفصت»، نشبت «جوجلت» ولادي و«هشلت».
يقول فأشار عليّ البستاني أن أكتب هذه الكلمات لئلا أنساها، وكان ذكياً فطناً فقال لأديبنا «من الذي يستطيع تأصيل هذه الكلمات وتأهيلها لكي يحق لها أن تتربع في مجالس الأدب؟
 
فأجابه الراسي: أسأل ابن عمك فؤاد أفرام البستاني لعله يستطيع.
 
فقصده المؤلف وحده ولكنه رفض أن يعطي رأياً وتفسيراً لهذه الكلمات قائلاً: «ذكّر ابن عمي إميل بنسيبنا أبو جرجي من دير القمر الذي غيمت السماء يوماً وأرعدت ثم انحبس المطر فقال: «السماء عصمصت» ولما مات رفض الشيخ عبد الله البستاني أن يحضر مأتمه لأنه استعمل كلمة عاميّة غير لائقة في التعبير عن واقعة حال محترمة؟!
 
ثم أضاف فؤاد البستاني: «وهل يريد ابن عمي أن يكون أجل مصيري مثل مصير نسيبنا أبو جرجي»؟
 
لأجل حلّ هذه المشكلة العويصة فإن أديبنا يقول: «أما أنا فقد «دقّر» عقلي عند «تحلفصت» و«عصمصت» ومثيلاتها من الكلمات الشعبية المظلومة المكتومة، فاستعرت كلمة «جوجل» من لسان المختار ورحت أجوجل بعض الكلمات المشابهة، قلت: الكلاب «عوعصت» والحمير «عنفصت»، وضرب أبو مرهج زوجته لأنها ­«جافصت» وعنفت أم مرشد ابنتها لأنها «بلغصت» في صحن المجدرة». وتوقفت أخيراً قبل كلمة «قرفصت» لئلا يصير مصيري مثل مصير المرحوم أبو جرجي في دير القمر!!