مدح السيدات - الشيخ محمد نجيب مروه

أيا معشر النسوان أنتن في الدنا*
لسائر أبناء الورى غاية المنى 
ينالون منكن المتاعب والعنا
وليس لهم عن جنسكن غناء
---------
إليكن تنقاد السلاطين طاعةً
ولا تستطيع الصبر عنكن ساعة
ولا ترتضي إلا لكن شفاعةً
إذا الناس يوماً أذنبوا و أساءوا
---------
فكم ملك تخشى لقاه ذو الحجى
إذا ما رأوه بالوقار متوجا
تلا عبه الحسناء منكن في الدجى
وتضربه بالكف جيث تشاء
---------
وكم عالمٍ فيه الأنام قد أهتدت
وصلت صفوفاً خلفه الناس وأقتدت
تهيجه ذات الجمال إذا بدت
وليس عليها برقعٌ وغطاء
---------
وكم من شجاعٍ ترهب الأسد بأسه
ويسقي أعاديه من الحتف كأسه
يطأطئ عند النوم للغيد رأسه
وهذا لعمري للكماةِ بلاء
---------
ألا يا عصافير الجنان لقد سرى
هواكن طراً في قلوب بني الورى
فو الله لولاكن لم تعمر القرى
ولا قام فيها للرجال بناءُ
---------
ولا حوت الفرش النظيف ديارنا
ولا قر يوماً في الزمان قرارنا
ولا كثرت بين الربوع صغارنا
ولا وجدت آبائنا القدماء
---------
فأنتن للمرض أولات كفالةِ
تمرضنها دوماً بغير ملالةِ
ومن لم يسل عنكن في كل حالةِ
فذاك لعمري والجماد سواء
---------
وأنتن ربات البيوت فلا نرى
سِواكن للأشياء فيها مدبرا
وهيهات إن غبتن أن يصلح القِرى
ويزكو فيها للرجال غذاء
--------
سلامٌ على الجنس اللطيف ورحمةُ
فكثرته في الكون للناس نعمة
وفيه من اللذات للخلق حكمة
تساوت بها الجهال والعلماء
..................


من مشاركات الأستاذ عفيف قاووق في صفحة طرائف الأدب العاملي على الفيس بوك