من هجا الناس هابوه ومن هجا نفسه أحبوه - سلام الراسي


روى  الأديب سلام الراسي أنه «في أواخر 1959 أصدرت الحكومة قراراً بحلّ مصلحة التعمير وتصفيتها وحددت آخر الشهر موعداً لإنهاء خدمات موظفيها الذين كنت في عدادهم، فخطر ببالي أن أودّع مكتبي ببيتين من الشعر كتبتهما على قصاصة ووضعتها تحت لوح الزجاج الذي كان يغطي طاولتي لكي يقرأها من يأتي بعدي.
وقلت:
 
وداعاً مكتبي وانعم                      بمقدم هيئة أخرى
إذا ما هيئة ولّت                        تولت هيئة أخرى
 
ولم أشكل الهمزة في كملة «أخرى» حتى يقرأها من يخلفني في مكتبي كما يشاء. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان عندما استبقتني الإدارة قيماً على موجودات الدائرة فأشار أحد الزملاء إذن عليك أن ترد على نفسك الآن فقلت:
 
عزاءً مكتبي واتعس                     بنا في جولة أخرى
رجعنا حين لم يجدوا                     سوانا هيئة أخرى!