جبل عامل في فتنة أبي الهيذام المري عام 174 هـ

 صفحات منسية من التاريخ العاملي (174 هـ)

في مؤلفاته القيّمة ، يلقي الدكتور عمر تدمري الضوء على أحداث لم تلقَ اهتماما من المؤرخين العامليين منها:
في العام 174هـ ، حصلت فتنة كبيرة بين القيسية واليمنية استمرّ أوراها حتى العام 177 هـ، أشعلها (أبو الهيذام المرّي) زعيم القيسية، بعد أن قتل هارون الرشيد أخا له في سجستان، فانحاز القيسية له بينما انحاز اليمنية إلى العباسيين. وقد اشترك (ساحل الشام = ساحل جبل عامل) في هذه الأحداث ومنهم حُميد الهمداني (اليمني) و الغمر بن العباس الخثعمي السكسكي (اليمني) الذي تُنسب قرية السكسكية إلى قبيلته.

وفي موضع يذكر د. تدمري أنه بين عامي ١٧٤ و ١٧٧ هجري، حدثت ثورة ابي الهيذام المري زعيم القيسية الذي قام على العباسيين و يرجّح تعاطف جبل عامل مع تلك الثورة. واشتدّ أمر الثورة في ساحل الشام، فترك الزاهد (القاسم بن شهر) المرابطة في السواحل والتجأ مع أعنزٍ له إلى ذروة جبل مطلّ على البحر في موضع يقال له (هرميسيا) بأصل قرية تُعرف ب( مليخ ) . وهناك حدّثه شيخ عن فتنة وقعت بين اهل صيدا وقوم يُعرفون بالصارمية.
* الصارمية: حسب الشهرستاني هي فرقة من غلاة الباطنية الشيعة.