رثاء حمارة - الشيخ علي زين (قليا)

 كتب (مالك زين) : 

كان السيد أحمد شمس الدين كاتباً في المحكمة الجعفرية في "جديدة مرجعيون"؛ وكان يحب الشيخ علي زين من بلدة قليا البقاع الغربي ويأنس به، كما كان الشيخ علي يحبه ويأنس به ...
وقد جرت العادة أن يهديه الشيخ علي ـ كل سنةٍ ـ ما يحتاج إليه من الزيت والزيتون، وكانت الهدية ترسل عبر حمارة سوداء بدلاً من وسائل النقل الأخرى لصعوبة توافرها.
و صدف أن تأخرت تلك الحمارة المسكينة يوماً في المرعى فافترسها الضبع . ويظهر أن الشيخ علي نسي الهدية، أو لم يتوفر له وسيلة نقل لإرسالها؛ وبعد أن إنتظر أحمد شمس الدين الهدية طويلاً، دون طائل، علم بموت الحمارة الفقيدة، فبعث بكتابٍ إلى الشيخ علي يعزيه فيه بفقدها، وينوه بفضائلها العديدة، وخاصة بفضلها بحمل الزيت والزيتون إليه؛ ومما قاله: السلام على راكب .......، وبارك الله بالزيتون، والسلام على رب البيت، وبارك الله بالزيت، فأجابه الشيخ علي شعراً بهذه القصيدة:
وافت تعازيك في حمالة الحطبِ جلاَّبة الماء بالفخار والقربِ
سفينة البيت كم من طحنةٍ حملت فضلاً عن الزيت والزيتون والعنبِ
سوداء كحلاء من تبنين والدها وأمها زينة الجيدور من خبب
تمشي على مهلٍ لا حمل يثقلها إن كان للحقل أو للمورد العذبِ
سيان إن حملت طناً وإن خطرت بغيرِ حملٍ بباهي رحلها القشب
طويلة البال كم جاعت فما نهقت وما شكت يا ابن شمس الدين من تعبِ
غابت بليلٍ به جاءت منيتها فليتها عن عيون القوم لم تغبِ
فجاءها الضبع محتالاً كعادته وأنت عن إحتيال الضبع غير غبي
قضى عليها وأبكانا لفرقتها وأنت تختال بين الجد واللعبِ
عزَّيتنا ضمن تحريرٍ طلبت به زيتاً أيقرن داعي الحزن بالطلب
قد كان حقاً تعزينا مشافهةً و تحضر الدفن حبَّاءً على الركب
أو تأتي أسبوعها والناس عاكفةٌ على فقيدتنا من نخبة العرب
تشرِّف الدار مرتاداً بعاصمةٍ للسيف للضيف للطلاب للأدب
وإن تأخرت أو أوليتنا خطباً ستأخذ الزيت والزيتون من "ذنبي"