آثار ونواويس في مجدل سلم ولمحة من تاريخها

كتب الناشط السيد عبد اللطيف حمزة : 
 بعض المنازل والنواويس في بلدة مجدل سلم العاملية ؛والتي تثير الدهشة والغرابة معاً ؛ففيها من الاثار التي لا تزال تتكشف تحت مِعول النبشيات كمعاصر الزيت والخمر ورحى الحبوب ونواويس واعمدة ضخمة ومتوسطة الحجم ومع هذه الدلائل الكثيرة التي تثبت انها لم تنقطع عن النشاط البشري فيها الا ان البلدة ليس فيها نبع ماء واحد !!!،وليس نبع الحجير بالقريب ولا هو بالبعيد حتى يوفر لهذه الحاضرة كفايتها من ماء الشفة ومياه الري وسقاية الماشية ؛اذاً لا بد ان يكون في البلدة آبار لم تعثر عليها ايدي النبّاشين ،او ان عيناً ما كانت واندثرت بعاديات الدهر.. انتهى

وقد عقّب الأستاذ السيد عماد الأمين :
مجدل سلم: اسمها ارامي بمعنى الحصن والبستان لسلم. حاضرة قديمة تاريخيا .ذكرت في أرشيف فرعون مصر رعمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ومروره ببلدات عاملية :ياطر ومارون الراس ويثرون وعيناثا وصولا الى بلدتنا مجدلسلم وزيارة هيكلها ومعبدها الاموني غربي البلدة قرب منزلنا وكنا نلعب في ارجائه بين اعمدته المحطمة وقواعده المزخرفة الرائعة الجميلة يتوسطه بئر عميق وأذكر عتبة عليها شعار الصليب وكتابة ارامية وحوله ابار وناووس بنينا جزء من دارنا بحجارته الضخمة وبعضها يحمل كتابات قديمة . مرور رمسيس بها كان اثناء حملته الشهيرة لمحاربة الحثيين شمال لبنان وسوريا وانتصاره عليهم.

زارها المؤرخ الرحالة المقدسي قادما من بغداد اواخر القرن التاسع الميلادي وخطب في مقام صديق شرق تبنين في النصف من شعبان مع قاضي صيدا وجمهور غفير اتى من بلاد جبل عامل وطبرية وسواها .قال اكبر بلدتان عامرتان في حينه مجدل سلم وكفركيلا. 

اقام اول حوزة دينية علمائية في المجدل الفقيه العلامة جمال الدين ابا الغيث البخاري امام المسلمين الشيعة في بلاد عاملة، الذي  عاصر الشيخ ابن تيمية وله مباحثات وجلسات طويله معه في دمشق مع ابن العمري قاضي عكا  زمن المماليك الذين ضيقوا عليه ونهبوا مكتبته التراثية .توفي حوالي 1336.م. من طلاب أبي الغيث والد الشهيد الاول درس عليه وعلى الفقيه الكبير ابن طولون (طومان) المناري قرب بلدة حولا المجاورة شرق مجدل سلم. جدد الحوزة العلمية العلامة الشيخ علي شمس الدين ودرس عنده حفيده جدي المجتهد المطلق السيد علي محمود الامين والمجتهد الكبير السيد محسن الامين ...... جدد هذه المدرسة بعد الشيخ علي ابنه العلامة الشيخ مهدي شمس الدين.وابنه القاضي والشاعر الشيخ علي مهدي شمس الدين. والوجيه السيد محمد باقر الامين نجل السيد علي محمود الامين والد السيد احمد شوقي الامين.
من أثارها العمرانية في الصورة المرفقة بوابة الدار المقنطرة الانيقة الرائعة هي دار جدنا القاضي الشيخ علي عبد السلام البغدادي درس في استنبول في تركيا، وعين قاضيا لبلاد مرجعيون وراشيا والقاضي الشيخ الفاخوري من بيروت. والدته من ال شمس الدين وزوجته ابنة الشيخ علي شمس الدين والده الشيخ محمد تاجر وملاك كبير من بلدة حداثا وقبريخا ومجدلسلم حتى وادي الحجير ومطاحنه.
كان القاضي الشيخ علي يستقبل في دا رته الزعماء والوجهاء وكان كفيلا لهم في البنك العثماني كان كريما متسامحا مع ابناء بلدته والقرى المجاورة يدفع عنهم ويدافع عنهم ويبذل العطايا والاموال للقادة العثمانيين كما كانت تحدثني عنه كريمته الوحيدة جدتي لأبي المهيبة الحاجة نسمة رحمهم الله جميعا. 
والدي السيد جعفر الامين ، (ابن السيد علي محمود الأمين) المربي الكبير (1927) خريج مدرسة المحسنية في دمشق ومدرسة الصنائع العليا الفرنسية في بيروت  والكلية العاملية . مؤسس ومدير لمدرسة حاريص الوطنية 1938 مؤسس وباني مدرسة مجدل سلم الرسمية بمساعيه لدى رئيس الجمهورية كميل شمعون وكان يعرفه الوالد جيدا وكان محامي العائلة ووكيلنا ضد أل التامر وملكيتنا الواسعة في بلدة قبريخا ووادي الحجير . 
كان الرئيس شمعون في رحلة صيد الى المجدل بدعوة من القاضي رضا بك التامر واستقبله اهل البلدة وفي مقدمتهم والدي فرحّب بزيارته قائلا ماذا يا سيد اجابه لا طلب شخصي لي انما اريد بناء مدرسة لابناء بلدتي والقرى المجاورة، فاجابه الرئيس تكرم يا سيد وكان ما اراده الوالد وانتهى بناؤها1957.58. وحرمه الشيخة الفاضلة الحاجة فاطمة ام عصام كريمة العلامة المجتهد الشيخ يوسف الفقيه .الحاريصي رئيس محكمة التمييز الجعفرية العليا ومن رجالات استقلال لبنان.
واكمل الرسالة العلامة السيد احمد شوقي الامين. المستشار الاول في المحكمة الشرعية الجعفرية بإقامة مدارس الامين والمؤسسات الخيرية الاجتماعية .والعلية الثقافية العاملية..في  مجدل سلم، طيب الله ثراه.
ومن علماءها الشيخ علي ياسين رئيس الجمعية الدينية في صور.
وبرز منها اداريين واطباء ومهندسين وضباط واساتذة .