موسى جواد حامد يلتقي والده بعد 28 سنة

في العام 1905 هاجر (جواد حسين حامد) من بنت جبيل إلى البلاد الأمريكية، وقد خلّف وراءه زوجة وولدين: حسين وموسى.
استمر التواصل في السنوات الثلاث الاولى بين الوالد والأسرة، ثم جاءت الحرب بأهوالها وامراضها ومجاعتها فانقطعت اخبار الوالد وتوفيت الزوجة ومعها ابنها حسين.
ترك موسى بلدته بنت جبيل ونزل إلى بيروت وعمل حمّالا في المرفأ ومضت الايام فتزوج ورُزق بخمسة أولاد.
في 30 تشرين ثاني 1933 وصلت الباخرة تيوفيل غوتيه إلى مرفأ بيروت وعلى متنها رجل ذو مظاهر فخمة و نعمة بارزة، فتسابق الحمالون لخدمته، وقد فاز موسى بحمل حقائبه.
طلب الرجل من موسى تأمين سيارة تقله رأساً إلى بنت جبيل، فسقطت الحقائب من يد موسى، وسأله: مَن تعرف في بنت جبيل ولماذا تقصدها.؟ فقصّ الرجل باختصار حكايته على الحمّآل وقال له انه من بنت جبيل وأنه ترك فيها زوجة وولدين وقد عاد اليهما ليعيش معهما.
نفرت الدموع من عينيْ موسى وتمتم: انا موسى...
وهجم الرجل على ابنه فتعانقا طويلا ... ووقف مَن كانوا على المرفأ بهوتاً أمام هذا المنظر المؤثّر.