بين السيد محسن الأمين والمفوّض السامي

 في الجزء العاشر من أعيان الشيعة - المطبوع بتحقيق السيد حسن الأمين - الصفحة ٣٨٤
( السيد. محسن الأمين) بقلم الدكتور حكمت هاشم قال ما نصّه :

ومن اخبار وطنيته ونزاهته وسموه النفسي ان الفرنسيين عرضوا على سماحته منصب رئاسة العلماء والإفتاء بمعاش كبير مشفوعا بدار للسكنى وسيارة خاصة وأرسلوا أحد الضباط من بيروت إلى دمشق كي يعرض عليه الرأي، فلما ان مثل بين يديه في صومعته الصغيرة، وكنت ترجمانه، قال الضابط انه قدم لزيارته ثلاث مرات حتى أسعده الحظ بلقياه. فما كان من سماحته الا ان امرني ان اكذبه لأنه لم يحاول الزيارة أكثر من مرتين، فتلطفت بنقل تكذيبه إلى الضابط الذي اعتذر للحال عن خطئه، ثم أدلى بالغاية التي قدم من اجلها، وكان يترقب كل جواب الا الجواب السلبي الذي جابهه به سيدنا الأمين إذ قال: انني موظف عند الخالق العظيم وسيد الأكوان، ومن كان كذلك لا يمكن ان يكون موظفا عند المفوض السامي فاشكره بالنيابة عني على ثقته بي، واحمل إليه ان المعاش الكبير والمركز الخطير والدار المنيفة والسيارة الرفيهة، كل أولئك قد أغناني الله عنه بالقناعة. فبهت الضابط الفرنسي وقام متحاملا على نفسه منصرفا بين العجب والاعجاب.