مقام السيدة زينب (ع) بين السيد الامين والسيد الحسني

صورة قبر السيدة زينب في الشام عام 1867 - التقطها أحد الرحالة

في القرون الهجرية الأولى لم يكن لمقام السيدة زينب أي ذكر في الشام او في مصر، اذ يقول السيد محسن الأمين: "إنّ القبور المنسوبة لزينب في الشّام ومصر من المشهورات [ المتأخّرة ] الّتي لا واقع لها". (الأعيان- ج5، ص17 - 18)

وعن القبر الموجود في ضواحي دمشق يرّجح السيد الامين أن تاريخه يعود الى ما بعد المائة السادسة ٦٠٠ للهجرة، فيقول : "يوجد في قرية تُسمى « راوية » على نحو فرسخ من دمشق الى جهة الشرق قبر ومشهد يسمى «قبر الست» ووُجد على هذا القبر صخرة رأيتها وقرأتها كتب عليها : هذا قبر السيدة زينب المكناة بأم كلثوم بنت سيدنا علي (رضي الله عنه) وليس فيها تاريخ. وصورة خطّها تدل على أنها كتبت بعد الستمائة من الهجرة". ( الأعيان -ج 7 ص 136 ).

بعدها يصرّح الأمين بتوهّم كل من ادّعى دفن السيدة زينب في الشام ، فيقول: "وهم كل من زعم أن القبر الذي في قرية راوية منسوب إلى زينب الكبرى، وسبب هذا التوهّم أن من سمع أن في (راوية) قبراً انتسب إلى السيدة زينب سبق إلى ذهنه زينب الكبرى لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل، فلمّا لم يجد أثراً يدل على ذلك لجأ إلى استنباط العلل"...
ثم يعلن السيد الامين رأيه صراحة: "يجب ان يكون قبرها (يقصد السيدة زينب) في المدينة المنورة فانه لم يثبت أنها بعد رجوعها للمدينة خرجت منها، وان كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالمدينة مجهولَين، ويجب أن يكون قبرها بالبقيع وكم من أهل البيت أمثالها من جُهل محل قبره وتاريخ وفاته خصوصاً النساء". ( الأعيان - ج 7 ص 140 ).

أما السيد هاشم معروف الحسني فيحدد قبر الشام وينسبه الى احدى الهاشميات وهي ( زينب بنت عبد الله الاصغر بن عقيل بن ابي طالب) . أمها ام كلثوم الصغرى بنت علي بن ابي طالب. وام كلثوم الصغرى ليست بنتا للزهراء (ع). كذلك يحدّد القبر الموجود في القاهرة وينسبه الى ( زينب بنت يحيى بن الحسن الانور بن زيد بن الحسن بن أبي طالب ) (هاشم معروف الحسني. من وحي الثورة الحسينية - ص ١٤٣) أنظر أيضا:
* حقيقة مقام السيدة زينب بين السيد محسن الامين والسيد هاشم معروف الحسني * إجازة السيد محسن الأمين بصرف الحقوق لبناء مقام السيدة زينب في الشام  * إجازة السيد عبد الحسين شرف بتعمير مقام السيدة زينب (ع) * حقيقة مقام السيدة خولة في بعلبك * آثار الشيعة في فلسطين - مقام السيدة سكينة