من بديع الغزل ، ما كتبه العلامة السيد عبد الحسين نور الدين (1876 _ 1950)، والذي يترك القارئ "حيران" ، إذ كيف لناسك متعبّد أن تكون له هذه القدرة على استجلاب تلك اللمحات والاستعارات:
رضابُكِ الرّاح ، لا الخمرُ المصفّاة /// وجام ثغرك أشهى ، لا الزّجاجاتُ
وقدّك الأهيف الميّاس منعطفاً /// تندقّ منه الصعادُ السمهرياتُ
ترمي الحشا عن قصيّ ما لها وترٌ /// قدّاحها اللحِظاتُ البابليّاتُ
بروضِ وَجنتهِ يذكو الجمالُ ألا /// فآعجبْ لخدّ به نارٌ و جنّاتُ
خلِّ الكؤوس ودِيْرَ الرّاح ناحيةً //فليْ من المبسمِ الدرّي جاماتُ
و لستُ أصبو إلى الصهباء آونةً// وليْ من الألمسِ الألمى ارتشافاتُ
غزيّلٌ تصرع الآساد مقلته ///// له سلاحان : جِيْدٌ والتفاتاتُ