كان الحاج علي ذياب، يتاجر بالبيض بين عبا وعكا، فكان يجمع الفائض من انتاج بيض عبا والجوار ويحفظها بكيفية خاصة باستعمال الجبس والكلس، ويحملها على ظهر الدواب باتجاه عكا فيبيعها هناك
وعند مجيء الفرنسيين لبلادنا احتكروا كثيرا من السلع والموارد ومنها الكبريت (عود الثقاب المستعمل لاشعال النار) ومنعوا التّجار من استيراده من فلسطين او اي مكان اخر كما منعوا أبناء لبنان من استيراد الولاعات (القداحة) التي كانت تعمل على الكاز وتُصنع في فلسطين من قبل الانكليز
وفي احدى رحلاته اشترى الحاج علي ذياب قداحة إنكليزية وأخفاها معه أثناء رجوعه، وحين مروره بإحدى الوديان ، عنّت على باله سيجارة لفّ، فجهّزها وأشعلها بالولاعة الجديدة، ولكن لسوء طالعه، كانت احدى الدوريات الفرنسية كامنة هناك تراقب المكان ، فانقضوا عليه ، فسارع برمي الولاعة في إذن الحمار . قام الضابط والعناصر بالتفتيش الدقيق لأغراض الحاج، ولم يجدوا معه شيئا فبُهت الضابط، فسأله:
اين الولاعة ؟ -
ليس معي ولاعة *
وكيف أشعلت السيجارة ؟ -
بعود الكبريت *
وأين علبة الكبريت؟ -
كان فيها عود واحد ورميتها للتو بين الحشائش *
حار الضابط بأمره، وخاصة ان الحاج ذياب كان في غاية الانشراح وبعيد عن التوتر، فأطلق سراحه، ثم تبعه واعطاه الأمان وتعهد له بأن لا يمسه بسوء شرط ان يرشده الى مكان القداحة، فضحك الحاج وأخذ الولاعة من إذن الحمار وأعطاها للضابط، فذُهل الرجل امام عناصره، وكان عند وعده فارجعوا للحاج وطلب منه متابعة طريقه بالسلامة.