الشيخ الحاج أمين قميحة
الراحل السيد زاهد بدر الدين
كان بودي أن أنشر هذه القصيدة غداة وفاة المرحوم الشيخ " أمين قميحة"،لما فيها من نفحات أنثربولوجية وعمرانية وتطورات طرأت على مدينة النبطية ذكرها الشاعر السيد زاهد بدر الدين عن الشيخ المرحوم أمين قميحة،ولكنني لم أقع على القصيدة إلا اليوم ،فآثرت نشرها وإن كان ذلك متأخرا.
متى ينقضّ بركان /// على من عهدنا خانوا وينفث في تمرده/// سحابا فيه نيران
تدمّرهم وتسحقهم /// كأنّ القوم ما كانوا
وتتركهم هشيم الأرض لا شيح ولا بان
هجرت الربع مرتحلا //// وفيّ إليه تحنان
إلى بلد غزاه الروم //// من قدم ، وأزمان
فأصلاهم جحيم لظى// وعانوا منه ما عانوا
ومزّق جمعهم بددا /// وذي الآثار برهان
وفي "النبطية التحتا" /// لنا أهل ،وخلّان
برغم الحرب والأحداث// ما ذلوا ،ولا هانوا
"مروّة" للوفا مثلٌ // و"فياض" و" فرّان"
"أمين قميحة"شيخٌ /// له في السوق دكان
نحيل الجسم من ورع // له الإيمان عنوان
يبيع الزيت والكمون /// منه الكيل ميزان
له في الشعر تجربة /// ومعرفة وأوزان
يحدثنا عن الماضي // ويذكر عهد من بانوا
يقول "السينما" كانت /// تجاورنا ، وبستان
وكان الصدق رائدنا /// وكان بجنبنا الخان
وينزله من الأقوام/// أوباش، وأعيان
صهيل الخيل نسمعه /// وفيه تجول فرسان
وأصوات تضج به /// ومطرقة، وسندان
وبين الروث والأبوال /// زغردة وألحان
روائح لا نظير لها /// "بباريس"و"ميلانو"
وكان"الحن"يطربنا /// له في حيّنا شان
بصنع "جلاله"مغرى /// يغني وهو سكران
إذا ما صاح "ياليل" /// شدا بوم ،وغربان
وعافت عوده الأوتار /// بل واختل ميزان
وكان ربيعنا زهرا /// به الطرقات تزدان
وكان السهل مخضرا /// وتسرح فيه قطعان
فأصبح دربنا زفتا /// ويعبق منه قطران
وفي أرجائنا انتشرت /// بنايات وحيطان
وسيارات "أوروبا " /// بها قرد وشيطان
إذا خرقت جدار الصوت /// صمّت منه آذان
حضارة غربهم جلبت /// خليطا فيه ألوان
وأشكال منمقة /// لها التدجيل ديوان
وأفنت ما نسر به /// فلا بقر ولا ضان
من المشاركات القيّمة للأستاذ علي غندور