من وحي نهجك رؤيا الشعر تُبتكَر
وتُجتلى من مرايا صحوه الصّور
أبا الأئمة ما لي غيرُ مُنتظَمٍ
زادُ المُقلّ بيوم الحشر يعتذر
وردت أنهل من صفو الغدير له
صفو الخواطر عن مرماك تنحسر
ورحت اسكب من حرّ الولاء هوًى
فكنت كالمصطلي بالجمر يستعر
أبا الأئمة من نهجيك قد طلعت
شمس البيان على الآفاق تنتشر
نهج البلاغة لم ينهد له بصر
إلا وقصّر عن إدراكه البصر
ونهج سيفك إمّا قطّ معترضًا
أو قدَّ معتليًا هام الألى كفروا
لا يرتقي لك صعبَ المرتقى بشرٌ
ولا يدانيك بعد المصطفى بشر
منحت يوسف ثوب الحسن منفتقًا
عنه القميص بدرع الصبر يأتزر
ألقاه في الجبّ من القاك حلك
من الخطوب وفيها راح يأتمر
تفتّحت لك حجْبُ.الغيب وانكشفت
والناس في ظلمات الشكّ تعتكرُ
فكنت اوّل من صلّى لخالقه
وحول مكة جهلا يُعبدُ الحجر
فتحت للزهد دربًا غير منحصر
به. الموارد في عينيك تختصر
تبكي وتخشع في خلوات داجية
سوداء وجهك في احلاكها قمر
تهمي جفونك خوف الله معشبة
والدّمع ينبت ما لا ينبت المطر
وانت أشجع من سارت به نجب
وفي ركابك يحدو اليمن والظفر
ما في العباءة غير الله معتقدًا
والأنبياء وجبرائيل والقدر
سل الغدير لكم غنّى مآثره
وقد أفاض حجيج البيت واعتمروا
يا آية من سماء الوحي جاء بها
جبريل وهي كضو ء الصبح تنتشر
بلّغ محمد واسمع ما أمرت به
والله يشهد والأملاك والسّور
لولا الولاية ما بلغت شرعته
وما تبقّى لها عين ولا أثر
فقام يصدع والابصار شاخصة
ووجه احمد بشرًا هلّ يبتدر
من كنت مولاه فالمولى أبو حسن
بعدي عليّ ومن والاه ينتصر
وكبّر الجمع مما راح يسمعه
بشرًا وهلل ركن البيت والححر
وفي الدّليل على ما أنت تعرفه
بخٍ بخٍ لك شفعًا قالها عمر
عيد الغدير به الدنيا تتيه هدًى
وتزدهي في علاه الأنجم. الزّهر