1. قارن الشيخ محمد نجيب مروة بين ما يقاسيه من بؤس وحرمان وبين ما نشأ عليه أمير الشعراء أحمد شوقي وحياته التي كانت على جانب عظيم من البذخ والترف ومصاحبة الأمراء والباشوات وأهل الثراء ، فقال :
لعمري لو جلست مكان شوقي............ لفاض الشعر من تحتي وفوقي
ولكن النوائب فوق طوقي.................... تكلفني فتسلبني الشعورا
ترعرع في المدارس وهو يرعى ............ تلامذة زكوا أصلاً وفرعا
ويحصد من حقول العلم زرعا ............ ويقطف من حدائقة الزهورا
وقد ضيعت في سوح الضياع............شبابي بين حراث وراعي
فقصر عن بلوغ المجد باعي ............ ورحت بأرضها أرعى الحميرا
وأسكنه إله الخلق مصرا............وآتاه على الإيام نصرا
فشيد فوق ماء النيل قصرا............به رسخ الخورنق والسديرا
وأسكنني بعاملة زمانا ............ فلم أحرز لعائلتي مكانا
ولا فرساً ركبت ولا أتانا............ولا بغلاً ملكت ولا بعيرا
2.مات حمار لبعض أصدقاء محمد نجيب مروه....وكان اسم الحمار (اكحل)وكان الصديق اسمه احمد وكنيته ابو علي وامرأته اسمها آمنه......فعزاهما بهذه الابيات:
في قلب آمنة وقلب ابي علي---- نـار مـؤجــجة لفــقد الاكحلِ
ودى فأودع لوعة بحشاهما ---- أبـد الزمان وغمةً لاتـنجـلي
قل للحمير عن المسير توقفي---- ودعي الكلا في الحال والمستقبلِ
ودعي الشعير وحرميه مغربلاً ---- في كل ناحية وغير مغربلِ
ودعي النهيق وبدليه بنهقةٍ ----- وقت العليق وأنَةٍ وتململِ
وتجرعي غصصاً فقد فجع الردى---- أبناء جنسك بالسَريِ الامثلِ
ماكان من خبث البهائم مضمراً ----- في قلبه مقدار حبة خردلِ
كلاَ ولاجلبت يداه أذيةً ------ للناس في سرواته والمنزلِ
كلاَ ولا رجلاه آذت مرةً ----- باللَبط شخصاً مثل بعض الأرجلِ
كلاَ ولا أغواه وصل حمارةٍ ----- بل كان عن كلِ الإناث بمعزلِ
3. كان الاستاذ سعيد فواز (من تبنين) قد شق لنفسه نهجاً سياسياً مستقلاً عن الزعامات المحلية خاصة آل الاسعد، وقد قام بزيارة صديقه الشاعر محمد نجيب مروة في عيتا، فغضب أهل عيتا من هذه الزيارة ولما كانوا لا يحبذون التصادم مع أهل تبنين، وخاصة مع الاستاذ سعيد، فما كان منهم الا ان قرروا الانتقام من شيخ بلدتهم الشيخ محمد نجيب مروة، فأقدموا على سرقة عمامته. فنظم الشيخ مروة هذه القصيدة:
لقد وجبت مذمة أهل عيتا --- لتركهم المروءة والشهامة
لو ان لهم كبعض الناس ديناً --- لما سرقوا لشيخهم العمامة
فلا دينٌ ولا شرفٌ لديهم --- ولا لهم على الحق استقامة
ولا عرفوا لبارئهم حلالاً --- ولا اجتنبوا لجهلهم حرامة
لعمري ان شهر الصوم وافى --- فما أدّوا كغيرهم صيامه
بلى جمعوا أوائله حروباً --- ونهب العمة البيضا ختامه
لماذا قوم موسى لم يمسّوا --- لحاخامهم لهم أدنى كرامة
لماذا قوم عيسى قد أكبّوا --- على الخوري وما حفظوا مقامه
لماذا كل درزي نراه --- لشيخ العقل يشهد بالامامة
أقمت بربعهم زمناً طويلاً --- فيما بعداً لهاتيك الاقامة
لو أني بين أظهر قوم عاد --- أقمت لنلت انواع الكرامة
سألت الله يخرجني سريعاً --- من البلد الذميمة بالسلامة
4.يقول الشيخ الفكاهي العاملي نجيب مروّة..
لقد جئت من بلدان عكار بلدة...... وأشجارها في ذلك الزمان مثمره
فعارضني شيخ هناك معمم ........ له هيئة بين الانام موقره
وادخلني بعد السلام بناية ........ مزخرفة فوق الطريق معمّره
ولما أتى وقت الغدا قدم القرى..... واحضر ميسور الطعام وكثره
وجاء بزيتون وفول مدمس ...... وآنية فيها طبيخ المجدره
وقدم موزا اصفر اللون قشره ..... وبطيخة خضراء غير مقشره
وادخلني من بعد ذاك لغرفة ....... وجدت كؤوس الشاي فيها مدبره
وما راعني الا عجوز تحدرت ....... عن السطح عجلى وهي غير مخدره
فقال لي الجار الذي هو عنده ....... خذوا حذركم جاءتكم الست عنبره
أتت كعروس حين أبرزها النسا ..... بغير حجاب للثياب مقصره
وفي يدها اليمنى قضيب فلوحت.... به ثم راحت للكؤوس مكسره
وهزت له حين الدخول برأسها .... والقت عليه عند ذلك طنجره
وادته يا رضوان انظر فها أنا ... بأعمالك العوجا غدوت مشحره
اعندك سلطان غدا اليوم نازلا ..... قهيأت هذا حين عاينت عسكره
فقلت ومن هذي فقال هي التي...... على الشيخ رضوان لها كل سيطره
فقلت وهذا الشيخ لم لا يغيضها.... ولم هو يرض بالحياة المكدره
فقال لو ان الست تضرب شيخنا.... على رأسه بين الورى الف كندره
لما راعه طولى له أرقه ....... و ما اوسع الاخلاق منه واصبره
فقلت بعدا له ما أذله ........... واحقره بين الرجال وأحمره
الا فادفنوه وهو حي فمثله ........ حقيق عليه ان يحط بمقبره
5. كتب الشيخ محمد نجيب مروة إبان محنة الإستعمار الفرنسي وانسحاب رجال الملك فيصل أمام الفرنسيين : (زجل قرادي)
دخلك يا حادي الركبان---- عرج ع جبل عامل
وان جزت بهاك البلدان---- سلم ع البيك الكامل
سلم ع أمير العربان----- هللي من بلد وائل
قل له يا شيخ الاعيان---- ليش بلادك محترقة