الشاعر عبد الكريم شمس الدين العاملي

الشاعر عبد الكريم شمس الدين العاملي مو مواليد 1935م في قرية مجدل سلم.
تةفي في النبطية عام 2015 ميلادي.
درس هندسة المساحة وتخرج من الجامعة وعمل في وظائف الدولة اللبنانية.
أقام في النبطية وله من الدواوين ما يربو على 25 ديوانا طُبع منها 17 والباقي مازال مخطوطا. 

عبد الكريم شمس الدين وجورج جرداق 
(من ارشيف علي مزرعاني)

الشاعر عبد الكريم شمي الدين مع الشاعر الكبير نزار قباني
(الصورة من أرشيف علي مزرعاني )

من شعره : 
لا تسأليني من هماعيناك سحري منهما
لا تعجبي من شاعر
أضحى بوحيك ملهما

عبد اللطيف الزين

عبد اللطيف الزين  من مواليد 1932،
 سياسي ونائب في البرلمان اللبناني.
 سليل 
عائلة سياسية فهو ابن يوسف الزين وشقيق النائبين عبد الكريم وعبد المجيد الزين.


                                 عبد اللطيف الزين وغالب شاهين يتوسطهما قائم مقام النبطية إدمون مشعلاني
                                    

(الصورة من ارشيف علي مزرعاني)



أنور الصباح عبد اللطيف الزين و فهمي شاهين

Kamel Beik, on his left Deputy Abed Latif Baydoun, from his right Deputy Abd Latif El Zien - rmeish 



عبد الكريم الزين وعبد اللطيف الزين 




عبد اللطيف الزين ويوسف الزين 

عبد اللطيف الزين وسليم الحص  
عبد المجيد الزين 

عبد اللطيف الزين - أنور الصباح - غالب شاهين  
فريد سرحال - نديم سالم - عبد اللطيف الزين 

منيف الخطيب - انور الصباح - رائف سمارة - عبد اللطيف بيضون - عبد اللطيف الزين - فهمي شاهين - علي العبد الله - حميد دكروب 

عبد اللطيف الزين - كمال جنبلاط - صائب سلام 

مع والده واخوته 

حسينية كفرصير عام ١٩٨٨ : الشيخ عبد الأمير قبلان - الشيخ محمد المصري - الرئيس بري - السيد محمد حسن الأمين - النائب عبد اللطيف الزين - السيد علي الأمين - السيد هاني فحص خطيبا

جبهة المحافظة على الجنوب 
محمد صفي الدين - عبد اللطيف الزين - سعيد فواز - محمد يوسف بيضون - حسين الحسيني - جعفر محمد جواد شرف الدين 

الشيخ علي الزين والدكتور داهش

شغلت "الداهشية" في الأربعينات، أفكار كثيرين من اللبنانيين،وهي دين منسوب إلى رجل ادّعى النبوءَة وسمّى نفسه "الدكتور داهش" فأدهش كثيرين كان بينهم أطباء وشعراء ورجال سياسة. وتحدث البعض عن خوارق داهشية منها على سبيل المثال:
- الآنسة أوديت كارا فقدت ساعتها في ليبيا، قبل تعرفها إلى الدكتور داهش بثلاث سنوات، وإذا الساعة تعاد إليها في جلسة روحية.- السيدة فاطمة البلطجي أضاعت خاتمها ، وبعد سنة أعاد الدكتور داهش خاتمها إلى يد زوجها في جلسة روحية.- رسمت السيدة ماري حداد لوحة في عصفور على شجرة وفي جلسة روحية بدأت الألوان تتحرك في اللوحة وصارت صورة العصفور تتخذ لحماً ودماً وريشاً وتتحول إلى عصفور وضع في القفص عدة سنوات. 
و يُذكر أن الشيخ علي الزين من قليا – البقاع - والذي كان يرتجل الشعر والزجل في مناسباته، كانت تربطه صداقة بشاعر معروف في زحله من أتباع داهش حاول إقناعه بصحة الخوارق الداهشية واصطحبه يوماً إلى مجلس داهش لكي يتحقق الأمر بنفسه حيث كان هنالك عدد من رجال العلم والفكر والسياسة.

وانتبه الشيخ علي إلى داهش فرآه يرتعش ثم يشير بيده إلى كتف إحدى السيدات ويقول: "هذه حمامة نوح". فيهتف جميع الحاضرين: حمامة! حمامة! ويضيف داهش: "هذه حمامة نوح مع غصن الزيتون في فمها وهو ما زال يرشح ماء، وهي ما زالت محفوظة هكذا بعد موتها في عالم روحي خاص".


وهكذا رأى جميع الحاضرين حمامة تحطّ على كتف إحدى السيدات وفي فمها غصن زيتون يرشح ماءً ما عدا الشيخ عليًّا الذي حاول أن يرى فلم يرَ شيئاً، فخرج بردّة من الزجل قال:


كشف الحقيقهْ كان همِّي ومأربي
وتأكيدْ قولْ الناسْ عن داهش نبي
كان النبي من قبلْ يهدي الأغبياء
واليومْ صارْ يحوِّلْ العاقلْ غبي


فهل تصدّق الشيخ عليّاً ( وما تراه عينك ) أم سائر شهود الحال من رجال فكر وعلم وسياسة


                   ******* مقتطفات من مقال ل سلام الراسي****


من مشاركات الأستاذ عفيف قاووق على صفحة طائف الأدب العاملي على الفيس بوك 

السيد جعفر الأمين والعنزة الجرباء

كان للسيد جعفر الامين صديقا اسمه نور الدين بدر الدين ارسل له ابيات رثاء بعد ان ماتت له عنزة وحيدة كان يربيها: 
                                                                 نور الدين بدر الدين 
حارت بعينك دمعة خرساء مذ فارقتك العنزة الجرباء
أدمى فؤادك فقدها لوليدها وذهابها في إثره نفساء
ماتت أمانيك العذاب لموتها ودهتك داهية بها دهماء
ومصيبة نزلت فهدمت القوى وعراك من تأثيرها برداء
فلكم تخيلت المعيز نواسلاً ولها إذا حلّ المساء ثغاء
ولكم حلمت إذا اعتنيت بنسلها يأتيك منها مركز وثراء
لبن وشعر ما تعيش وزبلها ينمي النبات وزيدة ولباء
فإذا ذبحناها فلحم طيب وإذا شربت فكبدة سوداء
إني لأعجب كيف تطمع بالغنى أمر به يستشكل الرفقاء!
لكن ربك لم يشأ لك ثروة من دونهم وجميعهم فقراء
أهدى لها جرباً فأسقط شعرها وزهت عليها بعده الحرباء!
وتقبحت وسرت روائح نتنها فكأنما فسدت به الأجواء
ما زال ينحلها إلى أن أصبحت تمشي وفيها للكلام رجاء
يا ليتها بقيت بقربك حية ومضت فداها العنزة الشمطاء
لكن إذا شاء الإله فأمره لا بد أن يقضيه كيف يشاء
ليت السما ما أنزلت مطراً ولم تُنبت حشيشاً بعدها الغبراء


سوق النبطية من القرن الثامن عشر حتى القرن العشرين - حسن السيد محمد ترحيني

سوق النبطية عام 1978 - من محفوظات الاستاذ علي مزرعاني  


صورة تعود إلى العام 1958 أيام تألق الوسط التجاري لمدينة النبطية وقد جرت توسعة هذا الشارع في العام 1951 - أرشيف علي مزرعاني 

سوق النبطية في أربعينات القرن الماضي 

النبطية عام 1948 - أرشيف علي مزرعاني

بائع الفخار في سوق الإثنين في مدينة النبطية جنوب لبنان أواسط القرن الماضي - علي مزرعاني

يذكر العارفون أنّ النبطية التحتا كانت في أصلها تَجمُّع للنُّزل والخانات والإسطبلات، لِما كانت تُمثّله من عقدة مواصلات بين سوريا وفلسطين والساحل والجبل اللبناني.
وينقل المتابعون للشأن النبطاني أنّ ذِكر السوق فيها وَرَد في عدّة مراجع ومصادر، فمنهم مَن يُرْجع السوق للعهد المملوكي، وقسمٌ يُرجعها إلى 400 سنة خلت، كما وجدتُ مَن يرجعها إلى بداية القرن الثامن عشر فقط.

هذا وقد ورد وصْف السوق في كتب الرّحالة الأوروبيين، ففي نهاية القرن الثامن عشر زارها الرّحالة الفرنسي (فولني - VOLNEY) الذي كان قد ساح ثلاث سنوات في لبنان ومصر وبرّ الشام منذ العام 1783 ميلادي.

وكذلك فعل الرحالة والمبشّر الأمريكي (إدوارد روبنصون) في القرن التاسع عشر، الذي زار فلسطين ولبنان والأقطار المجاورة عام 1838، ثم عاد مرة أخرى عام 1852، وكتب واصفا النبطية: ( وصلنا النبطية وهي قرية كبيرة في وادٍ فسيح ... وفي النبطية سوق تجاري يُقام معرض فيه كل اثنين).

وإلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، نجد الدكتور شاكر الخوري يصف السوق وأحوالها(*) في كتابه (مجمع المسرات) مقدّرا مرتادي السوق بما يقارب الستة آلاف نسمة، كما وأنّ العقود التي تبرم فيها بين شارٍ وبائع تتجاوز الخمسين ألف وكل هذا يحدث في يوم واحد.

ويرى الباحث والناشط الثقافي علي حسين مزرعاني في كتابه (النبطية في الذاكرة) أن السوق المذكورة كانت تبدأ في صبيحة يوم الأحد حيث يتوافد التجار على الخانات تحضيرا لليوم التالي الذي يستمر إلى عصر الإثنين.

وفي مطلع القرن العشرين، وتحديدا في أواخر أيام الدولة العثمانية، يكشف الباحث علي عبد المنعم شعيب في كتابه (مطالب جبل عامل) أحوال السوق وذلك نقلا عن جريدة المرج المرجعيونية الصادرة عام 1909، فيقرر بأنها من أكثر الأسواق إجتماعا وتجارة، ويؤمّها الناس من ولاية بيروت وجبل لبنان وأطراف ولاية سوريا ويكاد مورد ارتزاق الأهالي في النبطية والجوار ينحصر بها.
وقد أثقلها العثمانيون بالضرائب التي أرهقت كاهل التجار فيها، مع أن هذه الضرائب لم تكن مسجّلة في قانون ولم تشارك فيها النبطية أية سوق أخرى، ومن هذه الضرائب:
1- عشرون بارة (**)من باعة الخضرة والتين والليمون عن كل فردة او سلة.
2- جرة صحيحة عن كل حمل من الجرار.
3- يؤخذ من المكارية 10 بارات عن كل حمار و20 بارة عن الفرس، وغرش واحد عن كل جمل.
4- غرش واحد عن كل طنجرة دبس أو زيت، صغيرة كانت أو كبيرة.
5- عشر بارات من كل إسكافي من داخل القضاء ومن خارجه 20 بارة.
6- غرش واحد عن كل حمل من باعة الحُصر والبابير.
7- عشر بارات عن كل لوح او مورج للدراسة يرد من داخل الجبل، ومن خارجه 20 بارة.
8- يؤخذ من المكارية الذين يربطون دوابهم في ارض السوق عن الجمل والبغل والفرس 20 بارة.
9- يُخذ من تجار الغنم الكراد عند مرور قطعانهم بالنبطية عن كل قطيع رأس غنم واحد.

ومع مجيء الإحتلال الفرنسي ومن ثم زواله وقيام الدولة اللبنانية بحدودها الحالية، يصف لنا الأستاذ أبو بشار خليل توفيق ترحيني حال السوق في أواسط القرن العشرين، حيث كانت موزعة على عدة أقسام:
1- سوق اللحم في مدخل البلدة (المنشية)
2- سوق القماش في ساحة آل الفضل
3-سوق الغلة في موقف ساحة مرجعيون
4- سوق الفخار والحدادين والنحاسين في حي الميدان.
وظلّت السوق محافظة على أصالة الأدب في جبل عامل، فكان التجار والباعة يأخذون ويعطون بالشعر مع بعضهم البعض، ومما يُروى في هذا المجال، قصة الاديب سلام الراسي الذي حضر إلى النبطية من بيروت قاصدا قريته إبل السقي، وتوجّه للسلام على أحد رفاقه في الحزب الشيوعي في النبطية فمرّ ببائع الخضرة أبي علي أحمد مرعي وسأله:
بكم الخيار لشاعر متزهّدِ
فأجابه من فوره:
بالحمد خذ ما تشتهي يا سيدي
فبُهت سلام الراسي وقال هذا ليس غريبا على حاضرة الأدب والثقافة.

* روابط مفيدة:
سوق النبطية في 200 عام 
سوق النبطية برواية شاكر الخوري  
سوق النبطية في القرن السادس عشر 
الضرائب ترهق سوق النبطية زمن العثمانيين 
بضاعة الشعر في سوق النبطية 
كي لا تضيع النبطية 

---------------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات
*) السوق لفظة مؤنثة وإن شاع استعمالها بصيغة التذكير.
**) الغرش أو القرش الأصلي الصاغ: عملة عثمانية فضية وزنها ستة دراهم وتساوي 40 بارة. والبارة الأصلية الصاغ زنتها ستة قراريط ونصف القيراط، والقيراط يساوي 22 سنتيغراما من الفضة.
وفي أيام السلطان محمود أصدرت الدولة عملة معدنية جديدة أخفّ وزنا من الأولى أطلق عليها إسم الغرش المحمودي. والغرش المحمودي يزن درهما واحدا ويساوي 10 بارات محمودية. والبارة المحمودية تزن فقط نصف قيراط.
----------------------------------------------------------------------------------------------
إشارات مرجعية
1- علي عبد المنعم شعيب - مطالب جبل عامل - صفحة 23
2- علي مزرعاني - النبطية في الذاكرة
3- شاكر الخوري - مجمع المسرات  - صفحة 40 و 41
4- هبة دنش - موقع جنوبيات - مقال سوق الإثنين أقدم من وجود لبنان - بتاريخ 18-01-2008
5- عدنان طباجة - جريدة السفير اللبنانية - مقال عن سوق الإثنين - بتايخ 31-03-2014
6- خليل توفيق ترحيني - مجلة العرايس - مقال سوق الغلة - بتاريخ 23-03-2014
7- أحمد الظفيري - مجلة الكويت - العدد 314 - مقال عملات سادت في الجزيرة العربية قديما.
----------------------------------------------------------------------------------------------
تم نشر المقال في موقع جنوبية على الرابط التالي: http://janoubia.com/192531

ما فاز في الدنيا سوى الغشاش - جعفر الأمين

كان السيد جعفر الأمين وهو ابن سيدة حبشية حادقاً في السمرة فأرسل له الأستاذ محمد فلحة صديق الشاعر قصيدة منها:
يميناً بالطفوف وبالعطاشى                        وبالجدّين طه والنجاشي!!
لئن لم ترع للآباء ديناً                           تنزّل في المتون وفي الحواشي
لأنتقمن من كل السكارى                        فأفتي (بالآبانا) (والرياشي)
وأعلنها على شقراء حرباً                         يشيب لهولها طفل وناشي
سأبعث من رجال الدين جيشاً                    تجمع بين خيال وماشي!
إذا بسط الخوان منهم أسود                      وإن طبخوا فدنياهم مواشي!
أجابه السيد جعفر:
سفهت كل تعارك وهراش                        وعصمت نفسي عن عقيم نقاش
ونزعت من صدري الضمير ودسته              ومشيت كالأعمى وكالمتعاشي!
وانسقت في قلب القطيع عن رضى              جحشاً تحيط به ألوف جحاش!
تدعو ابن «شقرا» يا ابن «ميسٍ» للتقى          متوسلاً بالعرب والأحباش
سمعاً «أبا ذر» الزمان وطاعة                   هذا «بلال» في طريقك ماشي!
يكفيك من عدد القتال مقالة                      وقليل حذلقة وبعض هواش
حتى تصير من المشار إليهم                    وتشال فوق مناكب الأوباش!
فدع المواعظ يا ابن فلحة جانباً                  ما فاز في الدنيا سوى الغشاش!

أنظر أيضا : 

قصيدة طبيّة شفائية - جعفر الأمين

كتب الأديب الراحل سلام الراسي عندما كان يحضر إحدى المحاضرات الطبية في النبطية وطلب  مدير المدرسة من السيد جعفر الأمين أن يفتتح اللقاء بقصيدة شعرية فتقدم الشاعر ومعه قصيدة تربو على الخمسين بيتاً، بقي منها في ذهن الأديب الراسي بعض أبيات منها:
سلوا التاريخ عن طب ابن سينا                  وأجداداً سموا علماً ودينا
نظافتنا من الإيمان كنا                          نمارسها وكنا مؤمنينا
وبيت الداء في الأمعاء لكن                     إذا صمنا نصح، كما هدينا
وإن البرد يعقبه زكام                             ولكن إن تدفأنا شفينا
و«لبس عباءة وتقرّ عيني»                      وبعض الشاي نشربه سخينا
وقد عمّ البلاء، إلا طبيب                        يداوي الضعف والمستضعفينا
يداوي الجهل، إن الجهل غطى                  على أبصارنا حتى عمينا
هذا وطفق الحاضرون يسابقون الشاعر في معرفة القوافي، بسبب سلاستها وحسن ملاءمتها.
ثم أخذوا يقترحون على الشاعر مواضيع جديدة، بعد كلمة «يداوي…» مثلاً: «يداوي الاستغلال…»
وهكذا دواليك إلى أن قال أحدهم: «يداوي الجوع…». 
فأجاب الشاعر بداهةً:
يداوي الجوع «بالبسكوت» حتماً          إذا تجارنا احتكروا الطحينا
وقال آخر: «يداوي المغص…»، لكن السيد الأمين بقي سيد الموقف إلى النهاية، فقال:
يداوي المغص بالملفوف نيئاً            فكُلْ فِجلاً وكل «لحم بعجينا»
وضجت القاعة بالتصفيق وطلب الإعادة والاستزادة حين فرغ صبْرُ مدير المدرسة الذي وقف وأهاب
 بالحاضرين أن يفسحوا في المجال للطبيب ليتكلم في الطب الوقائي.
 فوقف الدكتور ميرزا وقال: «لا حاجة إلى الطب الوقائي في حضور الشعر الشفائي».
ولملم الطبيب أوراقه وانصرف!


أنظر أيضا : 

استغفر الرحمن - الشيخ علي الزين


في قصيدة بعثها الشيخ علي الزين إلى الشاعر موسى الزين شرارة بمناسبة جوابه على إنذار بانتقاد شعره وقوله:

حتام تعبثُ مستخفاً                         بالمودة والصحاب
وتصكَّ سمعك عن صدى               حبٌّ تمادى أو دعاب
هو من شجوني رقصة                  المذبوح أو قلب مذاب
أرسلته وتراً يرنُّ                         بكل الحن مستطاب
وسترت وجهي خشية                    من قولهم نعب الغراب
حسبي فقد نهشت قواي                  العاديات بكل ناب
وتناهبت قلبي الهموم                     تؤمُه من كل باب
وأحالني هزل الحوادث                 هيكلاً رثَّ الإهاب
حتى تحامتني العيون                  وهمهمت حولي الكلاب!
وبقيت أرمقكم كما يرنو                إلى الوضر الذباب
وأخال بلدتكم ولو كانت                كمعدتكم خراب!
دنيا تضوّع بالمنى                     وتفيض بالمتع العذاب
أو روضة غناء مشرقة               الرفارف والجناب
أو دمنةٌ خضراء ترفل                في محاسنها الكذاب
أو مومساً حسناء تلس                 للشيوخ وللشباب!
أو دمية الفنان لم تحسب              لعاطفة حساب
حسبي ابتلاء – والطرير            يزيده الأدبُ انجداب
- أني عقلت وإنني أحيا              وأدأب للصواب



 وقد رد الشاعر موسى الزين شرارة على قصيدة الشيخ علي الزين بقصيدة على نفس الوزن قال فيها:

يا شيخ قل ما شئت              لا لومٌ عليك ولا عتاب
وأيأس ولا تطمع فلا           (قمحٌ) لديَّ ولا تراب
أنا من علمت فكيف أجزعُ     من وعيدك أو أهاب
سيفُ القريض بساعدي        إن صال غيري بالقراب
سائل شيوخي هل تركت      على معائبهم حجاب؟
ما للحرائر والتبرُّج            فالتبرُّج للقحاب!
شعري إذا كان القريض       سُلافة كان الحُباب
أو كان أزهار الحقول الشعر كان هو الملاب
غيري له الشاطئ ولي        من زاخر الشعر العباب

الهوى والأنس والميجنة - الشيخ علي الزين

دعا المرحوم الشيخ محمد رضا الزين قاضي النبطية آنذاك جماعة من إخوانه وأصفيائه من أهل الفضل والأدب، إلى مأدبة غداء على نبع (الميذنة) منهم الأساتذة الشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان ظاهر والسيد محمد الحسن والفكه الأديب عبد الله كحيل ثم وجّه الدعوة إلى الشيخ علي الزين بهذه الأبيات:


أدعوك للأنس في أرجاء مئذنة     مع عصبة في علاها الدهر يفتخر
فإن أتيت فشمل الأنس مجتمعٌ      وإن أبيت فذاك الشمل منتشر
وإن أبيت ولم تخفف لدعوتنا       فأنت من عصبة بالدين قد كفروا!!


غير أن الشيخ علي الزين لم يستطع أن يلبي الدعوة فأرسل له القاضي وضيوفه هذه الأبيات:
قل لعلي الزين ما صدّه          عن دعوة للأنس في الميذنه
فهل تراه كان في غفلةٍ          عن هذه الدعوة أم في سِنه
أم جانب الفضل وأربابه         فلم يصب من رأيه أحسنه
أم سلبت (بنت جبيل) له         نهى فقد صيرها مسكنه
رماه بالكفر صديق له            فيها وما أخفاه بل أعلنه
رموه بالكفر ويهواهم           أليس هذي حالة (مسخنه)
إن كان أداه لذا رأيه             تباً لهذا الرأي ما أوهنه
أو كان يبغي الأنس غض الجنى فقد أضاع الفرصة الممكنه
أو كان يرجو الخير من غيرها فلا يعود الدور حتى سنه
ابن كحيل (بالعتابا) شدا     يحتاج من فضلك (للميجنه)
طل عليه من بعيد ولو       من شق باب أو (روزنه) .



فأجاب الشيخ علي:

ما للهوي والأنس والميجنه            عند بقايا كبد مثخنه؟
يا عصبة للفضل قد أحرزت             من كل فنّ رائع أحسنه
أسرفتم بالعتب ضمن الثنا             حتى تحامى القلب ما أيقنه
الهزء والإسفاف من لحنها           حلاً محل العلة المزمنه
كادت تذود الجد عن ورده            وتصرف الأقلام (للميجنه)
إن تأخذوا الأحباب في هفوة        ليست على القائل (مستهجنه)
أو تأخذوني باحترامي لهم          جرياً مع الإنصاف لا (مسكنه)
فكم لهم في العنق من منَّة           على حياتي ويد محسنه
تقهقر (السل) لها عنوةً              وضلَّ (عزرائيل) ما دوّنه!
واستمتعت بالعلم غضَّ الجنى        وقد أصابت فيكم معدنه
وآنست بابن (كحيل) فتى           في معرض النكتة ما (ألعنه)!
وإن يدر للرقص أو للغناء           لم يعد وضعاً حجر المطحنه
يستل همَّ المرء من صدره           ويسحر الأعين والألسنه
فكيف بالعصمة منهم إذنٌ           وفي سواهم يُصب مأمنه
أم كيف لي بالعتق من لومهم       وقولهم: الله (ما أخشنه)
أليس هذا من جنون الفتى         أليس هذا منتهى (التيسنه)!