الحاجة رحمة الطفيلي تُفحم أديبين في دير الزهراني

نقل السيد هاشم فضل الله:

روى المؤرخ محمد جابر آل صفا في كتابه تاريخ جبل عامل هذه القصة ... فقال كان أبناء جبل عامل يفهمون مقاصد الشعر بالفطرة حتى ولو لم يدخلوا المدارس ... وفي دير الزهراني قرية تبعد عن النبطية بضعة أميال شمالا إمرأة تدعى الحاجة رحمة الطفيلي حضرت مجلسا ضم أديبين من أدباء جبل عامل إختلفا في تفسير معنى بيت وهو من قصيدة طويلة للشاعر عروة بن حزم:

هوى ناقتي خَلْفِي وقُدَّامي الهوى*** وَإنِّي وَإيَّاهَا لَمُخْتَلِفَانِ

فتحاور الشاعران ولم يتفقا على وجه ولكن الحاجة رحمة التي كانت تصغي للحوار تدخلت وحلّت لهما المشكل فقالت لهما أنا أعجب منكما كيف غمض عليكما المعنى وأنتما من أبناء المدارس وأنا إمراة قروية لا عهد لي بالعلم ولا بالمدارس قد فهمته، فالشاعر البدوي ركب ناقته وقصد حبيبته، وترك فصيل الناقة في مأواه وكان الراكب يستحث الناقة الى الأمام ليصل الى غرضه بالقريب العاجل وهي تحاول النكوص الى الخلف لإرضاع فصيلها فاتفقا غاية ومأربا واختلفا قصدا وسيرا.
فكان جوابها بالفطرة والفطنة التي تميّز بها أبناء جبل عامل