داوِ قلبي من غزالٍ - شعر السيد نظام الدين فضل الله

 كتب السيد هاشم فضل الله :

السيد نظام الدين ينتمي لعائلة آل فضل الله العريقة جده لإمه الشيخ موسى مغنية الذي كان مفوّقا في النحو والصرف وقد استفاد منه علماء تلك الفترة

سكن السيد نظام الدين في بيروت قبل أن يعود لموطن رأسه عيناثا وكنت أزوره باستمرار فهو خالي وزوج عمتي وطالما جلست اليه يحدثني وأحدثه من نوادر القصص ويوما نقلت له قصة المساجلات الشعرية بيني وبين بعض الإخوان...
قلت له إن إبتداء الشعر بحرف الدال قليل فسكت قليلا ثم قال أكتب هذه الأبيات:
داوِ قلبي من غزال **** هارب عني شرود
درتُ بحثا عن دواء *** علني أن استفيـــــد
دارتِ الوجه وصدًت ***وانحنت عطفاْ وجيد
داء قلبي ليس يشفيه ***سوى ربّ الوجــــود
دقً قلبي عندما أي ***قنتُ منه بالصـــدود
ونظم الكثير منها ولم يبق في الذاكرة إلا هذه الأبيات .
....ويوما قصد منزل أخته في بلدة يحمر الشقيف زائرا حيث كان يقيم الوالد رحمه الله فقال :
أيا راكبا إن تهِت عن طلب العلى***عليك ببيت الجود في يحمر إقصد
هناك ترى بيتــــــــا رفيعا بناؤه*** يضيء كضوء الكوكب المتوقّــــد
قواعده قامت على الجود والتقى*** ولولاه لـــم يقصد لها أي ســـــيّد
.....وزارنا يوما ونحن في بلدة الصرفند حيث السكن ، فقال مخاطبا ابن أخته الشاعر معروف فضل الله ومشيرا الى أخيه السيد عارف :
قد جاءني وهو مشغوفٌ وملهوفُ*** وقد دَعاني لنظمِ الشعر معـــروفُ
يوم اجتمعنا معاْ في بيت والدهِ*** وجاءَ عارفُ من في الشعر موصوفُ
كلاهما في فنون الشعر مقتدرٌ*** وإن قلبي بنظم الشعر مشغـــــــــــوفُ
وها هو الشعر في الصرفند ننشدُه ****فالشعر ما بينكم حلوٌ ومألــــوفُ
فأجابه السيد معروف بهذه الأبيات
قلبي ببيروتَ أنّى كنت مشغوفُ ***أو عدتُ للريفِ شوقاٌ فالهوى الريفُ
يا حبّذا بلدا من عينـــــِـــه نَهلت *** يراعة الشعر ما تهوى الغطــارِيفُ
من لي كخالي شفّت منه ذائقـة **في الشعر ما مثله في الوزن معروفُ
كم راح فيها يغنّي الليل قافيــة ** من كل لحنٍ وبالأشواقِ معطـوفُ
ما بيننا أدبٌ قد زانــــهُ نســـبٌ **من كــلِ أطرافهِ بالمجدِ محفوف ُ
وما شُغفتَ بدنيا زافَ بَهرَجُها *** لكنّمـــا أنتَ بالأدابِ مشغوفُ
بي لهفة للمعالي حين أطلبها **** وما أنا بســواها اليوم ملهوفُ
لذاك أرقى إذا نوديتُ في عجلٍ *** أقدِم لِمنبَرِ أرقى الشّعرِمعروفُ