صلح العامليين مع سليمان باشا والي عكا - 1805 م

 ورد في كتاب تاريخ ولاية سليمان  باشا العادل، للمعلم إبراهيم العورة ما مضمونه : 
* كان الجزار شديدا على المتاولة، فاخذ رجالهم للعمل في السخرة وعاملهم معاملة فرعون الظالم لبني إسرائيل، وقتل منهم المئات في الطريق، وسقط عند الناقورة منهم 50 او 60 في البحر وماتوا نتيجة التدافع وضيق الطريق، 
* وبينما كان عمال بلاد بشارة يعملون بالسخرة في سحب التراب بين السورين في عكا، بدأ التراب ينهال عليهم، فأمر الجزار بعدم نجدتهم وتركهم يُدفنون أحياء، وكان عددهم 230 عاملا
* عندما قتل الجزار ناصيف النصار فرّ أبناؤه وغالب مشايخ آل علي الصغير والصعبية والمناكرة إلى بعلبك وعكار واختبئوا هناك 
* ثم عاد قسم منهم خفية إلى البلاد العاملية وأسسوا فرق (الطيّاح) التي فرضت على القرى ان تدفع الميرة لهم، فواجههم الجزار بفرق (السردلة) التي كان في عدادها عساكر من العامليين، فوقعت البلاد بين ميرة الجزار وميرة الطيّاح وهجمات هؤلاء وردود أولئك. 
* لاحظ سليمان باشا ضعف الحال في البلاد العاملية، ودفع الناس الجزية مرتين، مرة للحكومة ومرة للمشايخ الحكام السابقين للجبل، ولاحظ أن الطياح ومن وراءهم لا مهنة لهم ولاصنعة ولا تجارة يعتاشون منها، وقد تعوّدوا من عهد آبائهم على حياة الرفاهية والرغد، فلأجل ذلك عيّن سليمان باشا (والي عكا الجديد) ضابطا أرنؤوطا في بلاد بشارة وكلّفه الاتصال سراً بفارس ناصيف النصار وباقي المشايخ من الصعبية والمناكرة. 
* لم يكن العامليون مطمئنين للضابط (بكرآغا) في بداية الامروكان خوفهم من مكيدة او غدر يدبّر لهم، فوسّط سليمان باشا، الامير بشير الشهابي للتواصل مع فارس ناصيف الناصيف وإخوته وباقي المشائخ وقدّم لهم الأمير ضماناته لعدم الغدر بهم، فوافق العامليون على الصلح وحضروا عند الأمير بشير ثم توجّهوا إلى عكا لمقابلة سليمان باشا هناك عام 1220 هجري (1805 ميلادي). 
* بنود الصلح، ان يتم تعويض المشايخ عن إقطاعاتهم السابقة بأقليم الشومر لهم ولأبنائهم من بعدهم خالصا لهم لا يدفعون جزية في قباله. وتنصيب فارس الناصيف النصار شيخا للمشايخ في البلاد، على أن لا يتدخلوا في  بلاد بشارة أي هونين وتبنين وبنت جبيل و ساحل معركة وساحل قانا أيضا لا يتدخلون في بلاد الشقيف ومرجعيون وأقليم التفاح. 
* بعد 3 أيام إقامة في عكا، عُقد مجلس الصلح الذي حضره الشيخ جريس البازىوكيلا عن الأمير بشير الشهابي، ومأمور الدولة العليا (راغب أفندي) وقاضي عكا ومفتيها، والمعلم حاييم الصراف و المعلم حنا العورة ، وقد عُرضت شروط الصلح فوافق عليها العامليون وزيد في الشروط أنهم على استعداد بمدّ الدولة بالرجال في حال الحرب.  

* ثم استدعى سليمان باشا (الشيخ حسن شيت؟) وطلب منه التوجه لفارس الناصيف النصار ويفهمه أن يوزع اقليم الشومر على المشايخ كل منهم قدر لزومه بالعدل والانصاف، فتوجّه حسن شيت ومعه الدفاتر واسماء القرى المقتضى توزيعها ، وحرروا دفترا بتوزيع القرى المرقومة على الجميع وكان اولها الزرارية التي كانت من نصيب فارس الناصيف. 
* خلع الوزير على الشيخ فارس الناصيف خلعة ثمينة، وأيضا على باقي المشايخ، وشمل ذلك الشيخ حسن شيت والسيد الأمين (مفتي بلاد بشارة )


















* مرسوم والي عكا بإعادة بعض املاك العامليين في أقليم الشومر