جدير بأن نتذكر ما قاله الشاعر موسى الزين شرارة بالنسبة للانتخابات العامة التي جرت في بلاده سنة 1972م. سأله أحد الصحافيين من اصحابه عن رأيه في تلك الانتخابات ومن رشحوا انفسهم اليها وما يتوقعه أو يرجوه منهم، فأجابه بهذه الابيات:
يا شعب حسبك طاعة لمعاشر --- حسبوا الذي تسدي اليهم واجبا
اتخمتهم شبعاً وشدت قصورهم --- وقبعت عرياناً بكوخك ساغبا
ولمن تأله حين اصبح نائباً --- من عرينا والجوع يقبض راتبا
ان جاءني العاني الفقير بحاجة --- ألوى له جيداً وهز مناكبا
واليوم جاء الانتخاب وجاءنا --- يبدي ويصطنع ابتساماً كاذبا
ان كنت رباً كن ببأسك نائباً--- فاللّه لا يحتاج يوماً ناخبا
وفي مناسبة انتخابية اخرى انطلق موسى الزين شرارة ليكتب هذه الأبيات وما اشبه اليوم بالبارحة كما قال الحكماء:
غداً سيأتون وتأتي مواكبهم--- يقودها الدجل المدروس والكذب
ويخرج المال ليلاً من خزائنهم--- وتستعد إلى استقباله الجيب
وتنبري «الزلم» بعد القبض هاتفة--- وكالمتاع يباع الشعر والأدب
ويرجع القوم نواباً لنا وعلى--- ما قد مضى تسدل الاستار والحجب
ولاحظ الشاعر كيف ان المقاعد الانتخابية لا تشترى فقط، وانما تورث وتستورث، وربما يصدر بها قسائم من المحكمة الشرعية ايضاً، وللذكر مثل حظ الأنثيين فقال في ذلك:
اريحونا مللناكم وملت ---- مهازلكم بندوتنا العيون
يسار الشعب فيكم ضاق ذرعاً-- وملّ غباءكم حتى اليمين
كأن الحكم لـ «المرحوم» ارث --- اذا ولى توارثه البنون
ليبقى مجد بيت المجد حياً ---- وتوفى من غنائمه الديون!
من مقال للأستاذ خالد القشطيني في جريدة الشرق الأوسط الاثنيـن 18 جمـادى الثانى 1421 هـ 18 سبتمبر 2000 العدد 7965