مع اندلاع ثورة طانيوس شاهين الفلاحية ضد إقطاع آل الخازن في كسروان، حاولت انكلترا وفرنسا استمالة الثوار، ولمّا تبينوا عمق الحراك، تحالفت الدول ضدهم. فأعلنت فرنسا اشمئزازها منهم، أما انكلترا فقالت بأن الثوار رعايا ليس لديهم حرمة للقيم الانسانية، بينما نعتَ الاكليروس طانيوس بأنه شخص همجي!!!
وعملت فرنسا على بثّ بذور الشقاق بين الطوائف، فأخذ المطران "طوبيا عون" المرتبط بالقنصل الفرنسي، بتحريض الفلاحين المسيحيين الثائرين في شمال جبل لبنان لنصرة إخوانهم في جنوب الجبل ضد الاقطاع الدرزي هناك. كما أن خوري الفريدس كان صلة الوصل بين زعماء الدروز والقنصلية الفرنسية، وكان الاخير يتزيّا بزي شيخ درزي ويحضّ الدروز على الدفاع عن أنفسهم. وهكذا غرق الجبل بالاقتتال وتلاشت الثورة الفلاحية أمام التعبئة الطائفية التي أشعلتها فرنسا بين الموارنة والدروز من خلال الأكليروس.
وانتهى امر الثورة بنهب بيت طانيوس شاهين على يد الإقطاعي يوسف كرم.