كتب الدكتور يوسف غبريل من ضمن مقالة له في مجلة المقتطف عام 1920 بعنوان (رحلة إلى الشام):
"... يبتدئ قضاء صور ببلاد بشارة التابعة له. ومعظم اهل بلاد بشارة وأهل بلاد الشقيف من المتاولة، وقد ذاقوا المرّ في حكم الترك ايام الحرب ومات كثيرون منهم جوعا، لأن الحكومة اخذت الحبوب من بلادهم طعاما لجيشها، وافقرتهم بطريقة شيطانية إذ جمعت نقود الذهب واعطتهم بدلا منها نقود الورق ثم هبطت اسعار هذه [العملة الورقية] وارتفعت اسعار الحنطة... والذي زاد المصاب مصابا ان رؤساء الحكومة اتفقوا مع اغنياء البلاد واحتكروا الغلة وعدموا كل شفقة... فاضطرّ الفقراء ان يأكلوا ما تأكل الكلاب في الازقة، حتى إذا عدموا هذا جعلوا يمسكون الرمق بأكل قشر البرتقال وعشب الحقل حتى ماتوا جوعا في الازقة....
وبعد خروجنا من الناقورة مررنا بعين اسكندرونة... ثم قصدنا مدينة صور القديمة وهي مدينة صغيرة... ثم مررنا بصرفند وهذه الجهة مشهورة بالتين الأبيض وينبت في جبالها بريّا... وهو أفخر التين في العالم كله..."