مَنْ يجمع ذاكرتنا الشفهية ؟

اهتمّت [الدكاتير: مفردها دكتور] العاملية بالتأريخ المكتوب والمنشور والمسطور، واحتكرته تحت عناوين البحث العلمي والموضوعي واخترعت له تأشيرات دخول مدّعية عدم امكانية الولوج اليه إلا بإذنِ كاهن تأريخي هرِمٍ هنا أو محتكرِ بضع وثائق هناك...
هذا وقد أهملت "الدكاتير"، الذاكرة الشفهية العاملية الثريّة واعتبرتها "قاروطاً" او "ابن خالة" للتاريخ المسطور.
وإن عُقدت للتاريخ الشفهي أندية ومحافل، فهي أقرب ما تكون لمجالس الصدقات، مع أن تاريخ مجتمعنا ظلّ لمئات السنين تاريخاً شفهيا محفوظا في صدور النخبة والعامة خاصة تاريخ العوائل والقبائل...
وقد كان التاريخ في الأصل شفهياً وكانت الذاكرة من قبل، قال المعرّي "وإذا عراكم حادثٌ فتحدّثوا".
هذا والذَّكَر والذِّكْر و الذاكرة اي الحافظة كلها مشتقة من جذر واحد. في قبال النساء و النسوة والنسيان ... فمتى تحلّ ذكور النخبة "شقلة" عن ظهر "الجماعة" وتخلّي بينها وبين تاريخها العفوي الحقيقي الشفهي الجميل... بدل الإسقاطات والقولبة والحفر والتنزيل لمصالح هُبَل الأعلى...