ثورة الكوراني الشيعي في مصر

مع اختلاف نسبة الكُوراني (بالضم) عن (الكَوراني) بالفتح، يرى الشيخ علي الكوراني أن الكورانيين في ياطر (جنوب لبنان)، يعودون بنسبهم إلى ذوي الكاف المفتوحة، الذين سكنوا مصر و غزة ، وثار أحدهم في زمن المماليك على الظاهر بيبرس ومعه السودان محاولا استرجاع دعوة الفاطميين. حيث انهزم واستتيب ثم ترك القاهرة وعاش في الجبل الأحمر.
في نسبة آل الكوراني - بحث للشيخ علي الكوراني

تعيش عائلتنا آل الكَوْراني في قرية ياطر الجميلة ، من قرى جبل عامل ، أو جنوب لبنان ، وتقع فوق مدينة صور ببضعة وعشرين كيلومتراً ، على ارتفاع نحو800 متر عن سطح البحر . وقد هنأني يوماً السيد موسى الصدر فرج الله عنه ، وأخبرني بأن بعثة أمريكية إسمها (بعثة إرفد) أعلنت بعد استطلاعها هواء لبنان ومياهه ، أن قرية ياطر نالت المرتبة الأولى في لبنان في عذوبة مائها وصحة هوائها. وإسم ياطر سرياني أصله (ياثر) بمعنى الرائحة الطيبة .والمجمع عليه عند عائلتنا أن إسم (كوْرَاني) بفتح الكاف وسكون الواو ، ويسمونهم آل كَوْرَاني والكَوَارنة ، ويبلغ عددهم بضعة آلاف نسمة . ومنهم في غير ياطر آل يوسف حيدر وهم في قرية الشعيثية ، ومن هؤلاء جدتي الحاجة نرجس بنت يوسف حيدر المتولدة سنة1860 ميلادية رحمها الله .ومنهم أيضاً آل حيدر في قرية برعشيت ، فقد هاجر جدهم حيدر من قريتنا وتزوج من برعشيت ، وبقيت ذريته هناك . ومنهم آل فرحات الذين هم في قرية عرب صاليم كما أخبرني أستاذي آية الله الشيخ إبراهيم سليمان (نقلاً عن آية الله الشيخ يوسف الفقيه) ، ونقل عنه أيضاً أن آل كَوْراني أصلهم من (طيربيخا) ، وهي قرية في أقصى جبل عامل من جهة فلسطين .  2- الكَوْراني بفتح الكاف غيرها بالضم المشهور في كلمة (كوراني) أنها بضم الكاف ، لكن إجماع عائلتنا وتوارثهم له إنما هو بفتح الكاف وليس بضمها ، وقد نص المؤرخ السخاوي وهو يترجم لآل الكوْراني في مصر ، على أنها بفتح الكاف ، وهذا يؤكد أنها نسبة تختلف عن كُوراني بالضم . قال في الضوء اللامع في أهل القرن التاسع:5/355: الكَوْراني: بفتح ثم سكون ، الشهاب أحمد بن إسمعيل بن عثمان شيخ الروم ، والجمال عبد الله بن محمد بن خضر بن إبرهيم شيخ سعيد السعداء . و قال في الضوء اللامع:11/224: ( الكَوْراني ، بفتح ثم سكون: الشهاب أحمد بن إسماعيل بن عثمان ) . وقال في هامش الأعلام:5/236: (انفرد السخاوي بضبط الكوراني بفتح الكاف وسكون الواو ) . والصحيح أن السخاوي وهو مؤرخ رجالي وأديب (سير الذهبي:23/123) ويعيش مع آل الكوْراني ، لم يشتبه ، فقد ترجم في كتابه لكثير من أهل هذه النسبة بالضم ، ولكنه فرَّق بين المنسوبين الى كُوران بالضم وهم كثيرون ، وينسبون الى أصول متعددة ، مثل كُوران من قرى إسفرايين في إيران ، أو الى قبيلة كُوران الكردية ، وبين المنسوبين بكَوْرَان بفتح الكاف ، ولهذا قال القيسي الدمشقي في توضيح المشتبه:7/344: ( الكوراني جماعة. قلت: ينسبون إلى كُوران بضم الكاف وسكون الواو وفتح الراء تليها ألف ثم نون من قرى أسفراين ، منهم أبو الفضل العباس بن إبراهيم بن العباس الكُوراني عن محمد بن يحيى الذهلي توفي في حدود الثلاث مئة . والكَوْراني بالفتح: الشيخ الزاهد أبو الحجاج يوسف الكَوْراني المصري ، أخذ عنه أبو عبد الله الكلائي الفرضي المتأخر ) .  3- الى من ينسب الكَوْرانيون بالفتح يتصور البعض أن الكَوْرانيين العامليين ينسبون الى مدينة الكورة أو قضاء الكورة في شمال لبنان ، لكن ذلك بعيد ، لأن المجمع عليه بينهم أن نسبتهم بفتح الكاف ، ولا يحتمل فيه الغلط أو التسامح لوجود النسبة بالضم الى جانبهم .

لهذا فإن آل كَوْراني في جبل عامل من نفس نسبة المصريين الذين هم بفتح الكاف ، ويحتمل أنهم هاجروا من لبنان الى مصر أو العكس ، وقد ذكر المؤرخون منهم عدة علماء ، وفيهم مراجع في الفقه والتصوف ، ومنهم عدة ولاة للقاهرة وغيرها في عهد المماليك . ويظهر أنها نسبة عربية لأنه لايوجد في غير العربية وزن (فَوْعَان) بحرفين مفتوحين بينهما واو ساكنة ، بل يصعب على غير العرب نطقها ، ولذلك يسألنا الإيرانيون والغربيون عن إسم عائلتنا فنقول لهم(كَوْرَاني) فينطقونها (كُوراني) بالضم ، ولا ينفع معهم التحيح ، لأن وزن كَوْراني لا يوجد في لغتهم ! ويظهر أن نسبة كَوْراني الى جبل (كَوْرَان وكَوْر وكوير) ببلاد بلحارث في اليمن أو جبل بين الطائف ومكة (تاج العروس:7/461 ، و1141، و3:/152، و:5/283) أو جبل بالجليل (عشائر الشام). قال في معجم البلدان:4/489: ( وكُوَيْر وكَوْر: جبلان معروفان وقيل: ثنية الكَوْر في أرض اليمن كانت بها وقعة لها ذكر في أيام العرب ) . وفي نهاية الإرب:1/134:( بنو كَوْر ، بطن من جرم طي مساكنهم ببلاد غزة ، قال الحمداني: وهم جماعة جابر بن سعيد ). ومعجم قبائل العرب:3/1003. وأصل الكَوْر والكَوْران: الدور من العمامة ، والعمامة والشئ المكوَّر: المجموع على بعضه ، (كور بفتح الكاف أو كوران، سواء كان لها ذؤابه أو لا).(شرح البهوتي:1/66). وقال الشريف الرضي في المجازات النبوية/141: ( قوله‘: اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ، والحَوْر بعد الكَوْر ، وسوء المنظر في الأهل والمال... والحَوْر بعد الكَوْر: أي انتشار الأمور بعد انضمامها ، وانفراجها بعد التئامها ، وذلك مأخوذ من حَوْر العمامة بعد كَوْرها وهو نقضها بعد ليها ونشرها بعد طيها . وقد قيل إن معناه القلة بعد الكثرة ، والنقصان بعد الزيادة ، فكأنه تعوذ من الإنتقال عن حال حسنة إلى حال سيئة ) . وقد سألت الأخ الشيخ مبخوت الكريشان ، عن كَوْران في اليمن ، فكتب لي: (منطقة الكَوْر منطقة جبلية تقع على أكبر جبل من جبال السرّ بالسين ، وهو يفصل بين قبائل نُهْم وقبائل خولان ، ويمتد الى قبائل بني الحارث بقرب صنعاء . ومنطقة الكوْر في جهته الشمالية الجنوبية ، وحدثنا بعض الشيبان في عمر ثمانين سنة أن الكَوْر في أعلى الجبل ، وشعبها الذي يسيل الى الوادي ونفس الوادي إسمهما كَوْران ، وقربها منطقة تسمى سَعْوان . وهي من بلاد همدان بن زيد . واليك الرسم للجبل والمنطقة ، ولم أستطع التصوير بسبب الظروف الأمنية ). انتهى كلامه . ولا نستطيع الجزم بأن نسبة الكوْراني الى هذه المنطقة، لكن لانعرف غيرها بهذا الإسم.